يرى البعض أن (الحرمان) بين العشاق لم يعد موجودا مقارنة بأزمان بعيدة مرجعين سبب ذلك إلى التغييرالذي طرأ على المجتمع السوداني وخروج المرأة إلى العمل والدراسة والمشاركات الإجتماعية الشيء الذي سهل لقاء الشاب والفتاة بصورة يومية.. و(البعاد) بين الأحبة من الأشياء التي يخشاها العشاق ويتخوفون من مجرد التفكير فيها.. وهنالك أغنيات كثيرة سطرها عمالقة الشعر السوداني تناولت التجارب العاطفية التي كان آخر مطافها هجر المحبوب لمحبوبه من تلك الأغنيات أغنية (الحرموني منك) للفنان حسن عطية التي ورد فيها الحرمان وتقول: (حجبوك حيروني .أبو ليك يذكروني..ليه يا حبيب أراهم زايدين في جفاهم) ..وقال الشاعر إسماعيل الإعيسر: كثير من الأغاني الخالدة لكبار الفنانين تناولت الحرمان والهجر ولكن بعضها جاء بصورة مختلفة عن مثيلاتها حيث يطالب فيها الشاعر بأن يزيد المحبوب من هجرانه مثل أغنية (زيدني في هجراني) التي صاغ كلماتها الشاعر الراحل عبد الرحمن الريح ويقول فيها: (في هواك يا جميل.. العذاب سراني على عفافك دوم.. سيبني في هجراني) وقال: أغاني الهجران سادت في فترة الأربعينيات والخمسينيات ومنها مثلا (الحرموني منك) إلا أنه في السنوات الأخيرة لو نظرنا إلى موضوع الهجران نجد أنه تكاد تنعدم الأغنيات التي تتضمن معاني (الحرمان) وأشار الى إنه تطرق إلى الهجران في بعض كتاباته وقال: الهجر والحرمان من المحبوب يصيب الإنسان بحالة من الحزن والتعبير عن الحزن دائما ما يكون صادقا وهو أكثر صدقا من التعبيرعن الفرح.. ويرى الشاعر محمد أحمد سوركتي أن الشاعر عند كتابته للقصيدة لايكتب من فراغ إنما يكتب عن تجربة حقيقية يعيشها وأضاف : في فترة من فترات الأغنية السودانية خصوصا في فترة الحقيبة كان واضحا تناول الهجر والحرمان في الأغاني السودانية لأن المرأة كانت لا تظهر للناس ولم تكن مشاركة بفاعلية في المجتمع في ذلك الوقت لذلك سادت الأغاني التي تتناول الحرمان خصوصا في فترة الحقيبة ،وقال: اعتقد ان الشاعر لو لم يكتب عن تجربة حقيقية لا يعد شاعرا حقيقيا وعن كتاباته حول هذا الموضوع قال(سوركتي): أنه لم يكتب عن ذلك بصورة مباشرة أو واضحة و يظهر ذلك في عدد من الأغاني التي كتبتها. أغنيات أخرى كان احساس الحزن فيها ضاجا بسبب هجر المحبوبة الذي استفز أقلام شعراء الأغنية السودانية فكتبوا أعمالا كثيرة وجميلة خففت كثيرا علي العشاق المحرومين. الراي العام