من الواضح أن المكتوب خارج غلاف إعلان الحكومة أمس ربما أغنى حتى الذين تفاءوا كثيراً من مؤيدي نطام الإنقاذ بإمكانية أن يكون هنالك ولو بصيص أمل في تغييركاسح للوجوه أوتقليص الترهل الهلامي لركاب حافلة الرحلة ..والتي جاءت تسير متعثرة بحمولة مهولة مكررة الملاح والشبه ..فكفاهم العنوان عن الحاجة لقراءة مابداخل الرسالة ! ولعل السيد محمد طاهر إيلا رئيس الوزراء الجديد قد وجد نفسه محكوماً بذات القيود التي كبلت سلفيه من شاغلي ذات المنصب الفريق بكري حسن صالح والسيد معتز موسى وهي عدم الفكاك من ( شِبكة ) الذين جعلوا من مشاركتهم في الحوار الوطني ..كعب أخيل لأخذ نصيبهم من الكيكة بصرف النظر عن حساسية المرحلة التي تتطلب من أية سلطة عاقلة وحادبة على الخروج من أزمتها التي زجت فيها بالوطن كله ..أن تفضل خيار الكيف على الكم و تغليب المصلحة العامة على تحقيق المكاسب الخاصة عبر الترضيات التي تجلت مأساتها في تدوير ساقية المراحل السابقة لتصب سراباً في حقل الحلول المجدب بكارثة توسيع قاعدة الحكومة وبإعادة تضخم التكلفة التي ستكسر قشتها ظهر البعير الذي برك أصلاً في مناخ العجز الإقتصادي و التوتر السياسي مما فتح نوافذ الجحيم على النظام ..ولكنه لإستخفافه بحجم الكوارث التي تحيط به وأفرزت حراكاً يضاعف من تكلفة مواجهة تلك الحلول الأمنية التي جنحت اليها السلطة على مختلف دوائرها بما يزيد من بلل السكة الزلقة التي تصر على إتخاذها سبيلاً يصلها بأوهام الضوء المتوهمة في آخر نفق المحنة في مقابل الوصول الى إخماد نقمة الشارع إن لم يكن بالقمع فبمراوغته بسياسة كسب الزمن التي إن لم تعقد خيوط الأزمات فلن تكون مجدية هذه المرة وقدبلغ سيل الرفض كل زبى الساحات التي هتفت بإزالة النظام الذي لم يحرك ساكناً مملومساً رغم أنه قد استشعر في قرارة نفسه بكل ما يحيط به من حلقات تضيق يوماً بعد يوم فأضطر الى المناورة بإجراءات صورية و أطلق وعوداً فضفاضة وحمالة أوجه غير واضحة المعالم مالبثت أن ذهبت مع رياح قانون الطواريء وما تبعه من قرارات عبأت مسارات الخروج بالمزيد من أصوات االثوار المنادية بعبارة (تسقط بس ) التي لن تأبه لتغير الديباجات على ذات البضاعة الكاسدة وأغلفتها القديمة ! ويقابلها أصوات تدعو منادية بعبارة ( تقعد بس ) ولعلها الان أكثر إحباطاً وشعوراً بخيبة ألأمل حيال إعادة إنتاج التشكيلة التي إرتسمت ملامحها المألوفة في غالبية الوجوه التي تبادلت الكراسي فقط على ذات المائدة دون أن يستفيد رئيس الجلسة والذين أجلسوه من مرارة التجارب التي دارت وما فتئت دائخة في نفس محيط الفشل .. فالعبرة ليست في حل حكومة أحمد و إحلال حكومة حاج أحمد ..فما الفائدة طالما أن الرأس لم يتداوى من صداعه المزمن ولوتبدلت فوقه العمامة و الجسد باقٍ كما هو متورماً وإن تغيرت العباءة ! [email protected]