شارك مئات آلاف السودانيين، يوم السبت، في مواكب "العدالة أولاً"، منددين ب"المجلس العسكري الانتقالي"، ومطالبين بالقصاص ممن أراق دماء شهداء الثورة. بينما تقرّر مساء السبت تأجيل اجتماع قوى إعلان الحرية والتغيير والمجلس العسكري إلى الأحد. وأفاد مراسل "العربي الجديد" بأنّ حشوداً ضخمة تشارك في التظاهرات التي دعت إليها المعارضة، بمناسبة ذكرى مرور 40 يوماً على مجزرة فض اعتصام القيادة العامة للجيش في الخرطوم، من قبل قوات الدعم السريع (الجنجويد سابقاً). وأظهرت الصور الأولى لكاميرا "العربي الجديد" حشوداً ضخمة تتوافد للمشاركة في المليونية وسط هتافات مندّدة بالمجلس العسكري، مطالبة بالقصاص من مرتكبي المجزرة. وفي مدينة أم درمان، كان طلاب جامعة العلوم والتقانة وطالبات جامعة الأحفاد قد استبقوا المليونية بالتظاهر في شوارع المدينة، لتخليد ذكرى الشهداء، كما وقف طلاب جامعة الرازي دقيقة حداد على روح أحد زملائهم، محجوب التاج، وساروا في موكب إلى منزله بمنطقة الصحافة، جنوبالخرطوم. وردد المتظاهرون هتاف "الدم قصاد الدم لو حتى مدنية"، فضلاً عن الهتاف الأشهر "مدنية" المتمسك بالحكومة المدنية كبديل ل"المجلس العسكري" الذي سيطر على مقاليد السلطة بعد إطاحة نظام عمر البشير في 11 إبريل/ نيسان الماضي. وفي مدينة مدني وسط السودان، خرجت 3 مواكب متجهة إلى ميدان التلفزيون الولائي، وردد المتظاهرون هناك هتافات تطالب بالقصاص لدماء الشهداء، بحسب شهود عيان، وهو ما حدث أيضاً في مدن الأبيض وبورتسودان، إضافة لمنطقة الحاج يوسف شرقي الخرطوم. إغلاق شوارع وأغلقت قوات الأمن والشرطة والدعم السريع عدداً من الشوارع المؤدية لوسط الخرطوم، خاصة القريبة من مقر قيادة الجيش السوداني، فيما نجح متظاهرون قادمون من منطقة شرق النيل في إزالة حواجز السلك الشائك، التي وضعتها السلطات في مدخل كبري المنشية من جهة الخرطوم للحيلولة دون انضمامهم إلى موكب مناطق شرق العاصمة. وبعد إزالتهم تلك الحواجز وصل الثوار إلى منطقة بري قبل أن يتحركوا نحو ميدان بشارع الستين لإضاءة الشموع إحياء لذكرى شهداء مجزرة فض الاعتصام، وهو الحدث الذي من المنتظر أن تشهده عدد من الميادين في العاصمة الخرطوم وعدد من المدن السودانية. وكان "تجمع المهنيين السودانيين" قد حدّد الساعة الخامسة من مساء اليوم السبت، بالتوقيت المحلي، موعداً لمواكب "العدالة أولاً"، إحياءً لأربعينية فضّ اعتصام محيط قيادة الجيش، والذي راح ضحيته أكثر من 100 من المعتصمين. وشدد بيان صادر عن "تجمع المهنيين السودانيين" على ضرورة التحقيق الشفاف العادل في جريمة فضّ الاعتصام، وتقديم الجناة الذين أمروا وخططوا ودبروا ونفذوا المجازر والانتهاكات في فجر الثالث من الشهر الماضي أثناء فض الاعتصام، كما شدد البيان على محاسبة ومحاكمة المفسدين من أجل استرداد الأموال المنهوبة. العربي الجديد