على الرغم من كل الذي فعله نظام الإنقاذ في معارضيه ولو بجريرة الشبهة أوحتى مجرد كراهية وجودهم في الوطن الذي كان أهل الهوس البعيدعن أدبيات السياسة لايرون فيه إلا متسعا لهم ولمن شاكلتهم حينما صنفوا أنفسهم بجماعات الحق وأهل القبلة وغيرهم محض فائض بشري لا يستحق الحياة إلا بالإهانة والذلة في عهدهم ! رغماً عن كل ما جرى لم يجنح أحد ضحاياهم أوالمكلومين ممن فقدوا أعزاء لهم الى التفكير في الإنتقام من معذبيه وفاطري كبده . كانوا في طول سني عهدهم البائد يتبعون الجنازات بلا خوف الى مدافن الأحياء بالمدن ومختلف الأنحاء ويتقرفصون في مجالس العزاء ويترددون مطمئنين على صيوانات الأفراح ويرتادون المساجد ويصعدون على المنابرلشتم شرفاء الشعب ولطالما قالوا أنهم صبروا علي جحودنا لنعمة مشروعهم المسداة من لدن المن الإنقاذي وكيف لا نحتمله ونتبرم من مجرد رذاذ آذاه اللذيذ ولو رشقاً باللسان أوركلاً بالحذا أو قتلاً بالقهر! وحتى الذين حملوا السلاح من أبناء الوطن في الأطراف لم يفعلوا ذلك إلامضطرين لمواجهة إذراء الكيزان لمطابهم المشروعة في الحياة الكريمة . بل أن حوادث العنف التي وصلت في عهدهم الى درجة إستهداف المصلين في المساجد أوتصفية قياداتهم باسقاط الطائرات وتخريب كوابح السيارات وإختفاء عناصرهم الذين إكتشفوا وقاحة لعبتهم فانسلخوا عنهم بحثاً عن درب الرشاد الذي فقدوه في أول خطوة النية وذابوا في حر تبديدهم لأجسادهم..كلها كانت مؤامرات من خبث فكرهم الإقصائي الضال وحدهم وبأياديهم الآثمة! الان هؤلاء الدواعش الذين آمنوا عقاب التغيير الذي أزاح سلطتهم فاسأوا الأدب وظنوا أن سلميته ضعفاً وصبره عليهم خوفا ..وطفقوا يتربصون بالثورة الدوائر ويتحركون لا في غلس الليالي فحسب وإنما في رابعة النهار! وما حادثة الإعتداء على الزميل الصحفي الهادي محمد الأمين إلا واحدة من علامات إطمئنانهم بأنهم فوق المحاسبة وأقوى من قبضة القانون الرخوة في نظرهم ! وليس ببعيد من دأب روحهم التأمرية إشعال الفتنة الأخيرة بين بعض المكونات القبليىة في البحرالأحمر . فهؤلا ..لا يفهمون أن الدين هوالتمسك بأقصى مكارم الأخلاق وان الوطنية قيمة تعايش واسعة تبتلع ضيق مساحات الحقد في النفس البشرية والسياسة دهاء يصل بصاحبه الى الممكن وليس المستحيل وإن التداول بذهاب السلطة الى الغير سنة للمراجعة وفرصة لإستيعاب الدروس والإستفادة من أخطاء الماضي في رسم المستقبل بتبادل سلمية الوردة لا التفاذف بحجارة العنف التي قد ترتد الى وجه من ظن نفسه معصوما عن التأذي بها ! نعمة صباحي [email protected]