داعش لم تأت من السماء ولم تأت من أبوين غير شرعيين … خرجت داعش من بطن الكتب وتناسل فكرها حتى أصبح كالبعوض في كل مكان في العالم ووصلت السودان منذ أعوامها الأولى وكانت البيعة لداعش في العلن والميادين وزرف عليها الجزولي الدموع ودعى لها بالتوفيق في قتل الناس وخطب فيها عبد الحي يوسف وأيدها ومازال كما أيد ودعم تنظيم القاعدة من قبل بعد أن تهاون العالم وخاصة العالم الإسلامي في ردم مستنقعات التراث فترة طويلة فخرج منها هؤلاء المنتفعون وإنتشروا حتى وصلوا قبل سنوات على بعد خطوات من قبر الرسول عليه الصلاة والسلام الآن يحاربون داعش في سوريا والعراق وليبيا وفي كل الدنيا بطريقة ليست ناجعة بل قد تجعلهم أكثر إنتشارا وخطرا على مستقبل البشرية جمعا لأنهم سيواصلون التمدد خارج المستنقعات وعندها سيصعب الحد من خطورتهم على الناس جميعا … والسودان ليس بمناى عن هذا الخطر فإن أردتم محاربتها حقا وهزيمتها في مهدها عليكم بردم هذه المستنقعات التراثية ووقف شيوخ الضلال المؤيدين والمبايعين لها وتسليمهم للعدالة الدولية داعش أصلها من هذه الأحاديث الفقهيه الموروثة وعليكم أن تحجروا على هؤلاء الشيوخ وتمنعوهم من تضليل الناس من على المنابر بوهمهم للناس عن الخلافة الإسلامية والتي لابد من إعادتها ليثيروا العواطف الدينية للشباب ويجندوهم للوصول الى السلطة وهذا الوهم من أهم الأفكار الخاطئة التي تدعو للتطرف وخلقت داعش وان الاسلام ليس مجرد دين وانما منهاج شامل للحياة بكل جوانبها وواجب كل مسلم أن يجاهد حتى يستعيد الخلافة أولا الخلافة الاسلامية لم توجد أساسا في التاريخ حتى يستعيدها أحد. على مدى قرون من تاريخ الممالك الاسلامية لم يتمتع المسلمون بحكم رشيد عادل الا لمدة 31 عاما. 29 عاما فترة الخلفاء الراشدين وعامان في عهد عمر بن عبد العزيز أما غير ذلك فقد قامت أنظمة الحكم الاسلامية – شأن الامبراطوريات جميعا – على الدسائس والقتل . وكذلك من الأفكار التي يحملونها غالبية المسلمين والتي تحض على الارهاب هي ما يررده لنا الفقهاء : ان المسلم أفضل عند الله من غير المسلم والاسلام هو الدين الوحيد الصحيح أما أتباع الأديان الأخرى فكلهم كفار مصيرهم جهنم وهذه الجنة للمسلمين فقط ونحن سلمنا لهم عقولنا وقلوبنا لهذا الهراء كما يؤكد لنا الفقهاء ان المسلم الذي يقتل كافر يجب ان لا يعدم لماذا ؟ لان المسلم افضل من الكافر وحياة المسلم مهما كان أمي أو متخلف فهو أفضل من حياة هذا الكافر حتى لو كان عالم يفيد البشرية جمعاء بعلمه وبإختراعاته ويؤكد لنا الفقهاء أيضا انه لا تجوز شرعا شهادة الكافر على المسلم أمام القضاء لماذا؟ لأن الشرط في الشاهد أن يكون مسلما عدلا (أي مشهود له بالصلاح) وهذا الصلاح لا يوجد الا عند المسلمين!!! طبعا يستحيل اقامة مجتمع سليم وبشر اسوياء ودولة قانون بهذه الافكار المتطرفة طالما ان هناك تمييز بين مواطنيين في دولة واحدة بأن اخرون افضل من البقية بفضل الدين . كل دين يرى ان اتباعه هم علي حق ولكن لا يراهم الافضل عن البقية في القانون . دولة القانون لا تميز بين مواطنيها بناء على الاختلاف في الدين إذا كان بعض المواطنين يرون أنهم أفضل من غيرهم بسبب الدين هذه الفكرة هي الأصل في التطرف والاعتداءات الطائفية وولادة داعش وأخريات في الطريق .اذا كنت أؤمن أنني كمسلم أفضل من المسيحي واليهودي فلايمكن أن أعترف لهم بنفس الحقوق التى أتمتع بها. عودوا إلى الأخلاق التي بعث الحبيب محمد عليه الصلاة والسلام ليتمها للناس كما قال عليه الصلاة والسلام : انما أتيت لأتمم مكارم الأخلاق ياسر عبد الكريم