استمعت الى حديث وزير الري ياسر عباس عبر المؤتمر الصحافي اليوم في ( سونا )و الذي اتسم بقدر كبير من المسؤولية من خلال السرد لتفاصيل العملية التفاوضية فيما يختص بسد النهضة .مشيرا الى النقاط الخلافية التي صاحبت جولات المفاوضات و التفاصيل التي تملأ الاسافير و الفضائيات … حديث الوزير شمل عددا من النقاط أبرزها في تقديري الخاص ما يختص بعملية التخزين الاحترازية لمليار متر مكعب من المياه في اجراء احترازي قبيل شروع إثيوبيا البدء في عملية الملٔ الثاني و المقرر لها في يوليو المقبل … هذه الإشارة تفتح باب الكثير من التساؤلات فيما يتعلق بالارهاصات العسكرية و الرد العسكري الذي يلوح به الطرف الثالث من الازمة في مصر من خلال الاشارات التي بعث بها الرئيس المصري في اكثر من مناسبة … المناورات الجوية المشتركة الاخيرة في قاعدة مروي العسكرية في شمال السودان و طلب سحب القوات الاثيوبية من بعثة حفظ السلام في ابيي من خلال أفادات وزيرة الخارجية السودانية كانت كلها تصب في هذا الاتجاه… في حال تنفيذ عملية عسكرية و التي في الغالب سوف تستهدف محل النزاع ما هي السيناريوهات المتوقعة … انهيار سد النهضة في هذه المرحلة و ما يحتويه من مخزون مائي يقدر بسبعة مليار متر مكعب يحاكي طوفان الخليقة الاولى من جهة سرعة اندفاع المياه و التي سوف تحصد كل السدود السودانية في طريقها مع العلم ان ما يفصل بين سد النهضة و خزان الروصيرص 100 كم فقط و خزان سنار كما اشار عدد من المختصين ما يهدد بمحو المدن السودانية الواقعة على ضفاف النيل الازرق و تمتد اثارها حتى سد مروي في شمال السودان في مشهد يحكي حجم المأساة المتوقعة . … وسط كل هذه الاحداث المتسارعة يترقب الشارع السياسي و الإقتصادي السوداني مؤتمر اصدقاء السودان في باريس يونيو المقبل و الذي يحمل في طياته بطاقة العودة الرسمية للسودان الى المجتمع الدولي من خلال حشد الاستثمارات و اسقاط الديون من اجل تعافي الاقتصاد و دوران عجلة التنمية المنشود و احداث اختراق حقيقي في المشهد الثوري بعد ان تم تسويف رمزية الثورة في اكثر من مناسبة … الشاهد ان المجتمع الدولي و التزاماته تجاه السودان في عملية الإنتقال الديمقراطي و الذي يعد مؤتمر باريس واحد من ابرز استحقاقات المرحلة قد يكون ملف سد النهضة واحد من الملفات التي سوف تحظى باهتمام خاص من جهة تقييم الاقليم و مدى الاستقرار السياسي و الامني و الذي سوف يبث اشارات مهمة في عملية الإستثمار و ولوج الشركات العالمية الى قلب الاقتصاد السوداني … اعلاء الدبلوماسية و لغة التفاوض و عدم تبني الاستعداء في هذه المرحلة المفصلية من تاريخ الدولة السودانية يجب ان تكون هي الحاضرة في ظل الظروف الإقتصادية و السياسية و التي لا تتحمل كلفة مغامرة عسكرية تجعل من السودان هدف مكشوف في ظل حالة التجييش داخل الدولة و مدنها التي هي في انتظار شرارة الفوضى الكاملة في امتداد لاتفاقيات التحصيص و اقتسام دماء شهداء ديسمبر الظافرة و ما سبقها من دماء سبتمبر و كجبار و دارفور و النيل الازرق و كردفان لهم المجد و الخلود … (الشيخ فرح ود تكتوك قال الخرطوم نهايتها يا حرقة يا غرقة )