والله مصايب ومجن زماننا هذا، ونوعية البشر الذين يدعون أنهم ساسة وينعمون بالمناصب السياسية ويخرمجونها، تؤكد لنا أنه بالفعل (شر البلية ما يضحك)، وأن الأختشوا ماتوا، ويدي/ يعطي الحلق للبلا ودان، وأنه في ناس بالفعل (جلدها فيه شوك)، وكمان عينهم قوية ومفترين. المناسبة شنو؟ قبل حلول الشهر الكريم بقليل قامت السيدة البروفيسر وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي بزيارة لجامعة الجزيرة. وهذا شيء جميل ومطلوب منها القيام به لطل الجامعات السودانية حكومية أو خاصة حتى الم بمشامل التعليم العالي ككل ومشاكل كل جامعة حسب ظروفها ووضع الحلول المنايسبة العلمية والعملية وانقاذ سمعهة التعليم العالي بالسودان والأهم رفع قدرات الجامعات بحيث يكون الخريج / الخريجة على قدر المسؤولية ومواكب لما يجري بجامعات العالم الأول. طيب المشكلة وين؟؟ المشكلة أن الكل كان يتوقع أن تقوم بجولة بكل الكليات على الأقل تلك التي تقع داخل مدينة ودمدني وتتفقد المرافق وقاعات الدرس والمكتبات ومكاتب الأساتذة والداخليات والكافتيريات، وكل ما يقع ضمن مسؤولياتها، ثم تجتمع بكل الأساتذة بالقاعة الدولية لتسمع منهم ويسمعوا منها ، خاصة وأنها في الأصل أستاذة جامعي، ة حيث أن التعليم العالي ككل وجامعة الجزيرة خاصة يعجان (بالمشاكل والأزمات ) وبدون مبالغة قد تقود الى (كوارث). أساتذة جامعة الجزيرة لديهم العديد من الأفكار والتوصيات التي قد تقود الى فك الأزمات وتسهيل العمل والارتقاء بجامعتهم عبر مقترحات وخطوات واليات محددة يعرفونها وتتطلب قررات سياسية تنقذها من وهدتها التي استمرت منذ اندلاع انقلاب الحكم البائد واستمرت حتى تاريحه في وجود الادارة الهزيلة الحالية التي قضت على الأخضر واليابس، والجميع (على كل المستويات) ينتظر يوم الخلاص منها بفارغ الصبر وانقاذ جامعتهم من براثن جهلها وضعفها ، خاصة في ما يتعلق بكيفية ادارة الجامعات بصفة خاصة والادارة بصفة عامة. انت شخصيا عزيزي القارئ عندما تكون عليك مديونية (مبلغ من المال أو كمية من المبالغ)، وحان وقت سدادها لشخص ما أو جهة حكومية أو بنك أو شركة أو متجر، فليس أمامك سوي خيارين : أن تتصل به وتعتذر وتطلب التأجيل لأجل مسمي أو غير مسمي، أو تحاول نتجنب لقائه (تزوغ). لكن عندما يتكرر الأمر خاصة في ما يتعلق بمرتبات ضعيفة وهزيلة وتتأخر منذ ان تسلمت هذه الوزيرة وهذه الادارة الهزيلة أمور الجامعة تتاخر المرتبات من 15 الى 25 يوم دون توضيح الأسباب أو المكاشفة أو الاعتذار أو التصبير. فهذا أمر غير مقبول بتاتا دنيويا ودينيا واجتماعيا واقتصاديا، وبالضرورة سياسيا ، يا من تدعون أنكم ساسة كرئيس وزراء ووزيرة وادارة جامعة يعمل بها عدة الألاف يعولون أسر بها أطفال ومسنين ومرضي وأرامل وأيتام ..الخ. فكيف للوزيرة أن تقوم بهذه الزيارة في هذا التوقيت المحرج؟؟؟ صادفت زيارة السيدة الوزيرة في الثلث الثاني من الشهر، وكالعادة لم يعرف أي شخص مسؤول أو غير مسؤول متى ستصرف المرتبات سواء بالوزارة أو مكتب الجامعة بالعاصمة أو ادارة الجامعة ورمضان على الأبواب والأطفال بالمدارس وبعض الأبناء بالجامعات والأباء والأمهات في حالة ذهول وحيرة بسبب (الفلس)، وكما يقولون في المثل : راجين الله في الكريبة. بمنسبة الكريبة فهي على بعد أقل من 5 كم من ادارة الجامعة بالنشيشيبة كنت أتمنى أن تكون ضمن برنامج الزيارة للوزيرة. السؤال هو لماذا جاءت الوزيرة لزيارة هذه الجامعة وفي هذا التوقيت؟ ما هو الغرض منها؟ هل هي زيارة مبرمجة منذ فترة طويلة أم زيارة فجائية؟ هل كانت الوزيرة تعلم بالبرنامج الذي وضع للزيارة ؟ وبظروف الجامعة والمدينة أيضا؟ هل تعلم أن كل العاملين بالجامعة (يعدون لاعتصام) بسبب الأوضاع المتردية وتكرار تأخير المرتبات؟ هل ما قامت به أثناء الزيارة يستحق أن تهدر زمنها وامكانيات الوزارة من أجله؟ هل ما عادت به بعد الزيارة من انطباعات ونتائج كانت مفيده وايجابية وحقق أهداف الزيارة؟ نقول أن الزيارة كانت عبارة عن (برنامج وهمي للدعاية) من جانب مدير الجامعة وادارته الهزيلة ، أي حملة انتخابية يحاول فيها السيد المدير ومجموعته تلميع أنفسهم للانتخابات القادمة، هذا ان قامت، طبقا للقانون الجديد للجامعات. كيف تقوم (الوزيرة والادارة) بافتتاح ما تم افتتاحه قبل الانقاذ نفسها (أكثر من 35 عام) في فترة الحكومة الانتقالية الثانية، وما تم افتتاحه قبل أكثر من خمس سنوات كمعمل المرحوم ب/ محمد عبيد مبارك أول مدير للجامعة وهو معمل يعمل بالفعل( وبمقابل مادي) للجميع أساتذة وباحثين وطلاب دراسات عليا وقد نشرنا نتائج أبحاثنا التي حللت به منذ سنوات مضت؟ كيف تقبل بافتتاح عيادات الطلاب (المركز الصحي) وقد تم تأسيسه منذ أكثر من 15 سنة بهذا الموقع و اعيد تأهيله قبل عدة سنوات بواسطة أستاذة بكلية الطب كانت المسؤولة عن المراكز الصحية للجامعة. كيف تقبل بافتتاح مدينة رياضية كل ما بها 4 ابراج انارة بدون وجود ميادين حتى تتم انارتها؟ ومن أين أتت ادارة الجامعة باموال تشييدها في حين أن الجامعة غارقة في الديون، ومكاتب الأساتذة والمعامل لا تستحق حتى ان نطلق عليها، و بكل أدب، وصف/ مصطلح خرابات. أما افتتاح المسرح ، فحدث ولا حرج. جامعات معاملها وقاعاتها مخجلة وتقوم بانشاء مسرح!! هل يا تري هم (أي الادارة) من انصار مقولة : أعطني مسرحا أعطيك أمة واعية وشعب واع؟ أي من محبي الجمال والفنون؟ أشك في ذلك حيث أنهم لا يرون في الوجود جميلا سوي أنفسهم. ألمثل المصري يقول : اللي عنده فلوس يحنن ذيل حماره. وهذا ما قامت به الجامعة وهي تدعي الفقر وتحرم العاملين بها من رواتب تأتي في موعدها. كما يقول المثل المصري أيضا: أن الفلاح لما يتمدن يعمل في الطاقية جيب. الطاقية هي جامعة الجزيرة التي لا يعرف قيمتها الا من قام بالتدريس بها أو تخرج منها ومن قاموا ببنائها طوبة طوبة ، من 4 كليات الى أكثر من 20 كلية، ومن ألأقل من 2000 طالب/ طالبة الي أكثر من 20 الف طالب/ طالبة، من ادارات وأساتذة واداريين وموظفين وعمال منذ تأسيسها. فهي بالنسبة لهم (خط أحمر) لا يرضون لها الاهانة والذلة أو فقد المكانة العلمية أو الاجتماعية. أحمد الله كثيرا بأنني لم أكن موجودا بالجامعة أو بالمدينة أثناء الزيارة والا رتفع ضغطي وزاد معدل السكر، وبالتأكيد لم أكن أستطيع أن أقف صامتا ومتفرجا علي هذه التمثيلية الماسخة من الادارة التي وضعت الوزيرة في (موقف لا تحسد علية ) بين العاملين بالجامعة الذين اصابتهم خيبة الأمل كاحدي تبعات هذه الزيارة. هذا بالتأكيد لن يؤدي الى خدمة التعليم العالي ولا البحث العلمي ولا الجامعة ويكفيكم ما جاء قي التصنيف الأخير للتعليم في السودان وفي تصنيف جامعاتنا التي لم تجد الانصاف في فترة النظام البائد ولا في ما بعد الثورة والادارات الضعيفة التي عينت بكل الجامعات وما زالت ترغب في الاستمرارية دون خجل!!! . لك الله يا وطن. اللهم نسالك أللطف (أمين). [email protected]