أفادت السلطات في غزة بارتفاع ضحايا القصف الإسرائيلي على القطاع فجر الأحد إلى 40 قتيلا. وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه قصف منزل زعيم حركة حماس في غزة ضمن سلسلة من الضربات الجوية التي استهدفت مواقع متعددة في القطاع. وأفادت تقارير برفض إسرائيل مقترح تقدمت به حماس لوقف لإطلاق النار في القتال الجاري منذ سبعة أيام. ويقول مراسل بي بي سي إنه يبدو أن حماس تقدمت بهذا العرض للهدنة عبر وسطاء مصريين، لكنه رُفض. وقال السياسي الإسرائيلي البارز نافتالي بينيت لبي بي سي إن إسرائيل ستواصل هجماتها على حماس حتى تحقيق كامل أهدافها في غزة. وأعلنت السلطات الصحية في غزة مقتل أربعين فلسطينيا في الضربات التي استهدفت القطاع منذ صباح الأحد في أعلى عدد قتلى يومي في الهجمات الإسرائيلية منذ الإثنين، ما يرفع عدد القتلى الفلسطينيين منذ نحو أسبوع إلى 192. وأكدت السلطات أن عدد القتلى يضم 58 طفلا و34 سيدة بالإضافة إلى 1235 إصابة بجراح مختلفة، مشيرة إلى أن هذه الأرقام مرشحة للارتفاع بسبب وجود مفقودين تحت أنقاض المباني المستهدفة حيث أن طواقم الإسعاف والدفاع المدني تقوم بأعمال البحث تحت الركام. وشنت الطائرات المقاتلة الإسرائيلية فجر الأحد سلسلة غارات جوية عنيفة جدا في مختلف مناطق قطاع غزة قُدّر عددها بنحو 160 غارة مستهدفة عمارات سكنية ومنازل ومفترقات طرق، ما أدى لانهيار المنازل وتدمير البنية التحتية. وقالت إسرائيل إنها قصفت، في هذه الغارات، منزل يحيى السنوار، زعيم حركة حماس بغزة. ونشرت مقطعاً مصوراً يظهر القنبلة وهي تنفجر فيما قالت إنه منزل السنوار. رجال الدفاع المدني يفتشون بين ركام البنايات التي قصفتها إسرائيل فجر اليوم عن مفقودين. GETTY IMAGES وقال الجيش الإسرائيلي إن إسرائيل واجهت أعلى معدل للهجمات الصاروخية على أراضيها خلال المواجهة الأخيرة مع حركة حماس التي تسيطر على غزة. وقال الميجور جنرال أوري غوردين إن الفصائل المسلحة في غزة أطلقت منذ الاثنين الماضي قرابة 3 آلاف صاروخ نحو إسرائيل، متجاوزة بذلك الوتيرة التي شهدها التصعيد في 2019 وحرب 2006 مع حزب الله اللبناني. وقد أسفرت تلك الصواريخ عن مقتل عشرة إسرائيليين بينهم طفلان وجرح أكثر من 600 إسرائيلي. أفراد من خدمة الأمن والطوارئ الإسرائيلية يعاينون موقع سقوط أحد الصواريخ التي أطلقت من غزة في مدينة رامات غان شرقي تل أبيب.،GETTY IMAGES ما هي فرص التوصل إلى وقف لإطلاق النار؟ تتسارع وتيرة الجهود الدبلوماسية الرامية إلى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، التي تدير قطاع غزة منذ أربعة عشر عاماً. فقد التقى المبعوث الأمريكي هادي عمرو مع وزير الدفاع بيني غانتس ومسؤولين أمنيين آخرين في إسرائيل. وتتواصل جهود الوساطة المصرية لكنها لم تتوصل حتى الآن إلى وقف لإطلاق النار. فقد قال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، أحمد حافظ، لقناة الجزيرة السبت، إن بلاده تجري اتصالات مكثفة مع الجانبين "الإسرائيلي وحكومة حماس" للتوصل إلى تهدئة تامة. ويعقد مجلس الأمن الدولي، في هذه الأثناء، اجتماعاً لبحث أسوأ موجة من العنف بين الإسرائيليين والفلسطينيين منذ سنوات. القبة الحديدية الإسرائيلية: كيف تعمل وما مدى فعاليتها؟ ما قوة ترسانة حركة حماس؟ وقبيل الاجتماع، ذكّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش جميع الأطراف "أن أي استهداف عشوائي للمنشآت المدنية والإعلامية ينتهك القانون الدولي ويجب تجنبه بأي ثمن". كما يعقد وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي يوم الثلاثاء القادم محادثات طارئة عبر الفيديو بشأن أحداث القدس الأخيرة وتصاعد العنف بين الإسرائيليين والفلسطينيين. وأعلن مسؤول العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، في تغريدة على تويتر عن القمة التي ستنعقد على حد قوله "على نحو استثنائي"، موضحا أنه سيتم خلالها التنسيق ومناقشة الطريقة المثلى التي يمكن للاتحاد الأوروبي بها التدخل ووضع حد للعنف الحالي وفورا. من جانبه، قال فرانسيس، بابا الفاتيكان، عقب عظة الأحد إن فقدان حياة الأبرياء في العنف الدائر بين الإسرائيليين والفلسطينيين هو أمر "فظيع وغير مقبول"، محذراً من أن الصراع الأخير قد يزداد سوءاً. وقال البابا: "في هذه الأيام، طغت على المشهد الاشتباكات المسلحة العنيفة بين قطاع غزة وإسرائيل، وهناك خطر بأن تنحدر الأمور إلى دوامة من الموت والدمار". وأضاف أن "العديد من الأشخاص جرحوا، والكثير من الأبرياء ماتوا. ومن بينهم هناك أطفال، وهذا أمر فظيع وغير مقبول". وعقدت منظمة التعاون الإسلامي اليوم جلسة طارئة لوزراء الخارجية لبحث الأوضاع الأخيرة في القدس والتصعيد في غزة. وقد انتقد وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، في كلمته، الدول التي تحركت لتطبيع علاقاتها مع إسرائيل العام الماضي، وهي الإمارات العربية المتحدة والبحرين والسودان والمغرب. وقال المالكي إن "التطبيع والهرولة باتجاه هذا النظام الإسرائيلي الاستعماري دون تحقيق السلام وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية والفلسطينية يمثل دعماً لنظام الأبرتهايد (الفصل العنصري) ومشاركة في جرائمه". في ذكرى حرب 48: وثائق تكشف أكبر مشروع في تاريخ مصر الحديث لتصنيع السلاح محليا بموافقة أمريكية حدود دولة إسرائيل موضحة في خرائط وكان الرئيس الأمريكي، جو بايدن، قد أعرب في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس عن قلقه البالغ إزاء الأوضاع في غزة. كما تحدث الرئيس الأمريكي للمرة الأولى منذ تنصيبه إلى محمود عباس، رئيس السلطة الفلسطينية. وبحسب البيت الأبيض، أكد بايدن الحاجة إلى أن توقف حماس إطلاق الصواريخ تجاه إسرائيل. وأكد بايدن للجانبين الإسرائيلي والفلسطيني التزامه بحل الدولتين للصراع، وفق البيت الأبيض. برج الجلاء في غزة، الذي تقع فيه مقار مؤسسات إعلامية عالمية كبرى مثل وكالة الأسوشيتدبرس والجزيرة، عقب قصفه.،SOPA IMAGES وقد أصرت كل من إسرائيل وحماس على مواصلة إطلاق النار عبر الحدود، وذلك بعد أن دمرت إسرائيل مبنى مؤلفاً من 12 طابقاً يضم مكاتب لوكالة الأسوشيتد برس الأمريكية وقناة الجزيرة القطرية. وقال الجيش الإسرائيلي إن برج الجلاء كان هدفاً عسكرياً مشروعاً لأنه، حسب قوله، يضم مكاتب عسكرية لحماس، وإنه أعطى تحذيراً مسبقاً للمدنيين كي يغادروا المبنى. من جانبها، أدانت الأسوشيتدبرس الهجوم. وطلبت من إسرائيل تقديم دليل على ما تقول. وقالت في بيان: "لم يكن لدينا أي مؤشر على وجود حماس في المبنى أو وجود أي نشاط لها فيه". واجتمع المجلس الوزاري الأمني الإسرائيلي المصغر صباح الأحد لبحث آخر التطورات في الأعمال العدائية. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي قد قال في خطاب متلفز مساء السبت إن إسرائيل "لا تزال في خضم هذه العملية، التي لم تنتهي بعد". وأكد أن هذه العملية "ستتواصل طالما اقتضت الضرورة ذلك". وكان إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس قد قال في كلمة أمام حشد كبير في الدوحة، عاصمة قطر "أقول لنتنياهو: لا تلعب بالنار. فعنوان هذه المعركة اليوم وعنوان الحرب وعنوان الانتفاضة هو القدس، القدس، والقدس".