أن مشكلة الشيوعي السودانى انهم بحثوا عن امكانية استمرارية الثورة من خلال طرحهم الماركسي وصراع الطبقات ولم يبحثوا عنها فى الواقع الموضوعي للسودان ، لم يكتفي الحزب بالتنظير الماركسي الذي كاد ان يجهض الثورة ويفرغها من محتواها السلمي بل حاولوا القفز على نحو خطير عندما تبنو شعار تسقط ثالث دون تأطير لمشروع تقدمي يعيد ثقة الجماهير فى الحراك الثوري وهذه مآسي اليسار الشيوعي فقد الشيوعي البوصله تماماً فى فهمه للتركيبة السودانية التى ولدت عُسراً خلال حقبة الاسلاميين التى امتدت 30 سنه ، وفى ظني لم تفلح الجهود المبزولة لتحويل ( تجمع المهنيين السوداني ) الى ( جبهة عريضة ) لاسباب عديدة ولكن من ضمنها الاصرار الغريب من الشيوعي على احتكار الشريعية الثوريه ولعل هذه هى الاستراتيجية العامة التى يتحرك بها الحزب والتى حكمت مواقفة طوال مرحلة ما بعد ديسمبر المجيد واستمر بها الحزب الى الان رافعاً شعار (تسقط ثالث ) ولنا ان نقول حين تحاول اى حركة ثورية اكتشاف استراتيجية مميزة لدفع الحراك الثوري وتفعيل قيادات الثورة فى شتي المواقعفان تلك المساهمة ستجد بلاشك الترحيب وسط بعض القوي المطلبية والبعض الاخرسوف يكون متحفظاً بشرط أن يكون هذا الاكتشاف الثوري مشفوعاً بالتكتيك الملائم بحيث لا يقضي فى النهاية على اهداف الثورة نفسها وهذا ما نشاهده الان فى انقسام لجان مقاومة الاحياء فى كثيرمناطق من داعم او رافض للتصعيد وضرب او غرس المتاريس . الحزب الشيوعي عندما اختار الانسحاب من الحرية والتغيير فانه اراد بذلك أن يتحول من خلال كثير قضايا مطروحة على الساحة الآنية لتيار عريض يستغل القضايا المطلبية لتمرير طرحه الذي يراه من خلال تحليله للحراك الثوري لهيمنه طبقية لا تتوفر معطياتها فى السودان ، لذلك معارضته للانتقالية ليس فى تحديد المهام لها او عدم تحقيق مطالبيه القوي الثورية لكثير قضايا ولكن معارضه الحزب فى استغلال الخلافات الناشبه فى صفوف مدني قوي الحرية والتغيير والعسكر لصبغها بصبغه الصراع الطبقى ، اخطاء الشيوعى فى قراءة المرحلة الانية وما يعتريها من ضعف عام بسبب انقطاع يزيد عن ربع قرن من الممارسة السياسية وما حاول ان يفعلة االحزب الشيوعي بتوهمانه الحاليه هونفسه ما يفعله التجمع الاتحادي من استغلال مشين لارث حركة المثقفين فالحزبين صورة مزيفة وياتى فى معيتهم المؤتمر السودانى ووقعوا فى تكبييل وتثبيط الحراك الثوري لضيق الممارسة السياسية النفعية . لقد صعد الحزب الشيوعي الى قيادة معارضة الانتقالية نيجة للفراغ الذي ادثته قوي الحرية والتغيير لانشغالها بالمحاصصات والقيادة التى تصل دون معاناة فكرية وسياسية لا يمكنها ان تكتشف اهمية موقعها دون ان تدخل فى افق قصور النظر لكثير قضايا وفى نهاية الامر سوف تقود الحراك الى ازمة سياسية على كامل الوطن ( ازمة المنظومة الانتقالية المنهكة والبديل المنتظر ) نتفق تماماً ان السودان فى مأزق حقيقي فالقضايا الاقتصادية والامنيه لم تحقق الانتقاليه فيها الشئ المذكور الى الوقت الحالي وقد يرجع ذلك لطبيعة الشراكة مع العسكر الا ان مناورات ممثل الوزراء تكشف تدريجياً طموحاً للتطوير وان كانت التنمية خلال فترته الملئية بالتحديات ذات محصلة صفرية الا ان هنالك بوادر ضوء خافت لا تنكر فالتعجل بشعار تسقط ثالث والدعوة للجماهير برفع صوتها للبحث عن بديل اخر قد يعود بازمة اكبر من سابقتها تتمثل فى البديل التظر غياباً. التقي الشيوعي مع فلول النظام البائد فى نقطة تحريك الشارع بذلك الشعار( السقوط) الا ان الشيوعي طرح نفسه كبديل واجزم ان طرحه هذا طرح استراتيجي وليس مرحلى وهو المسار نفسه الذي انتهجه ستينات القرن الماضي عقب اكتوبر 64 واسهم بشكل جدي فى تعميق الازمة السياسية واصبحنا الى الان نتسول البديل السياسي ولنا ان نقول عندما يسهم فصيلما فى تعميق الازمة السياسية يجب عليه يرتب اوراقه للاسهام فى حل هذه الازمة بما يتوافق ومقدرات الدوله بعناصرها التى خرجت بها من قبضة شمولية كامله وما بها من صراعات قبيلية وعنصرية وتركه اثقلت كاهل الوطن بديون خارجية وصلت الى ما يقارب 60 مليار دولار وصراع استخباراتي اقليمي تم حشرنا فيه حشراً ليس من المعقول محاربه القوي الاقليمية بشعارات يسارية مناهضة لها وانت تعاني من امن غذائي يهدد حوالي 6.2 مواطن سوداني يعانون من الامن الغذائي و9.3 مليون سوداني يحتاج الى دعم انساني وطفل من كل 3 اطفال سودانيين يعاني من سوء التغذية ففى ظل كل تلك العوامل يساهم الحزب الشيوعى الان فى زيادة التوتر الشعبي وايصاله الى مرحله الغليان دون طرح برنامج موضوعى للخروج من تلك الازمات . وكأن الشيوعى يريدها ازمة مستمرة لتتعمق فكره طرحة كبديل لقوي الثورة يستخدم فيها كل التكتيكات فى سبيل ان يضمن تلك المحصلة النهائية لغضب الشارع تتماشي مع ما يريد متجاهلاً بزوغ اتجاه ليبرالي حاد بين الفئة الشبابية مفجرة الثورة ويدرس امكانية تطويق هذه القوي ومحاولة الانقضاض عليها واجهاض نموها المتزايد ليضمن مركزية البديل تدور حول مداره بتكتيكات مستمرة فى تعميق الازمة السياسية للانتقالية وتطويق كل الامكانيات الموضوعية لاصحاح المسار الثوري . يخطئ الحزب حين يتوهم انه فى مقدورة التحكم فى حركة عناصر الثورة والتغيير وانه بامكانه التعبير والتجسيد الشامل لكل مقومات الثورة والتجديد