نظام البشير فعل بالوطن و بالمواطن ما لم يفعله الإستعمار نفسه… عاث فساد في الأرض من تعذيب و قتل و سرق و فساد و تخريب للحياة بكل تفاصيلها ثم جاء سقوطه المدوي فكانت الايام الأولى للثورة قد شهدت الهروب الجماعي و الفردي و رمي ثوب المؤتمر الوطني و التبرو منه. لأن المجرم حين يرتكب الجريمة و يكتشف أمره يتوقع عقوبة مساوية للجرم الذي قام به حتى يكون عظة و عبرة لمن غيره حتى يزجر و يحسب مليار حساب من ارتكاب جرم مشابه. و رغم كل الجرائم المشهودة و الموثقة احيانا بالاعتراف على الملأ الا ان الثورة أو بالأصح من قفذ على قارب الثورة قدم مكافأة جليلة للنظام جعلت حتى أعضاءه يسقطون من الدهشة و تنعموا بالمدنية العرجاء و الانحياز باللبن للدرجة التي جعلتهم يخرجون من جحورهم قليلا قليلا إلى أن وصلوا إلى مرحلة حملة اختونا. ما حدث هو اتهام مباشر للقائمين على الأمر بالتساهل تارة و بالتشاكس تارة أخرى بين مكونات الحرية و التغيير فيما بينها ثم بينها و بين المكون العسكري من جهة أخرى. و عوضا عن ترك الأمر التنفيذي لرئيس الوزراء و وزرائه الذين كان يجب أن يكون اختيارهم بحرية مطلقة من قبل السيد الدكتور حمدووك لكن تكالبوا على المناصب و تركوا أمر تثقيف الجمهور و مواجهة أركان النظام المدنية و العسكرية و تفكيكها صامولة صامولة و تحت الشعار الثوري… أي كوز ندوسو دوس. الثورة عمادها دموع و دماء و أرواح قدمت في سبيل الحرية و السلام و العدالة لبناء دولة القانون و الدستور و المؤسسية لكن نجد أن هذه الشعارات استفاد منها فقط سواقط النظام السابق لذلك يجب أن تكون هذه الذكرى في هذا العام يجب أن يكون عنوانها المستمر هي البل الشديد و التفكيك الكامل بدون هوادة حتى تطوي صفحة هذا النظام تماما و ان يجد كل عضو من أعضاء هذا النظام في فتيل يناسب حجمه. كما قال السيد عضو مجلس السيادة محمد الفكي سليمان بأن هذه الحكومة هي حكومتنا و نحن فقط من يحتج ضدها و عليها من أجل إصلاحها و إكمال مشوار البناء بدون ضجيج أو تشويش من بواقي الكيزان. يجب أن تكون ذكرى الثلاثون من يونيو هي نقطة التحول المنشود في الحرب ضد هذا الجسم السرطاني في كل أركان الدولة المدنية و العسكرية حتى ننعم بوطن متعافي خالي من قزارة الزواحف. حنبنيهو غصب