* تشرفنا وابتهجنا أمس وانتقلنا بعيداً عن عوالمنا اليومية المعتادة (بالملل السياسي)؛ وذلك بمناسبة تدشين رواية الكاتبة سمية هندوسة (المُنتهكون) بمركز عبدالكريم ميرغني الثقافي بأمدرمان.. حيث شهد المكان تجمعاً نوعياً ومنصة أضاءت الكثير عن الرواية وحفزتنا لاقتنائها ومن ثم الغوص في عمقها العاج بالشخصيات والتفاصيل. * لم أقرأ الرواية بعد.. ولكن أود الإحتفاء الخاص (بسيدتها)؛ وهي مناضلة مكافحة بحق؛ ومن القلة الشجاعة التي تحمّلت الكثير من أجل الذي يعلونا جميعاً؛ وهو (الوطن). * سمية هندوسة (نفسها) رواية أو سلاسل من المواقف المشرقة والنادرة؛ عندما كانت البطولة (مغامرة) لها من العواقب ما لا يُحتمل.. إرتادت الصعاب باكراً بمقاومتها للنظام الإجرامي الإسلاموي الذي انتهك كل شيء.. وكانت حصيلة مشوارها من (العذاب العام) تقترن بعذابات خاصة جداً.. فلم تنهار بهذا الإقتران المُزلزِل لأقوى الرجال..! * فقدت والدها وزوجها وإبنها الرضيع وإبنتها الكبرى (جميعهم في أقل من عام) لتُعتقل في ذات العام ويتم تعذيبها.. ولم تر والدتها لسنوات طويلة بسبب حرمانها من الحضور للبلاد المحكومة بالقتلة (الجنجويد العسكر) وماتزال؛ إذ يشكل حضورها خطراً كبيراً على حياتها.. ولحقت والدة سمية بالأحباب الراحلين بينما ظل الصمود يبلغ عنان السماء لهذه الكاتبة التي كلما انتهك الحزن كيانها شمخت (وتذهبَّت). * لم تأخذ الأهوال منها (حب الوطن) الحاضر في كتاباتها وجهدها الإستقصائي بقضاياه الكبرى والصغرى.. لم يكسر التعذيب الذي تعرضت له إبان دولة الهوس والإرهاب عزيمتها.. ثم مع كل هذا المرئي وغير المرئي من (أحمالها الرهيبة) تكتب للناس (رواية).. فأي إحتفاء يطال جهدها ومنجزها؟! المواكب