رحم الله معلّم الاجيال فى رحاب ربه الغفور الكريم الذى لا شك ان فقيدنا العزيز الراحل "المحمود" يجنى منه الخُلد والاجر جزاء وفاقا لِما قدّم واعطى وبذل.. وعلّم وهدى وارشد.. وبنى من الانفس والعقول فى المدارس وفى غيرها خلال عُمر فاق التسعين من السنين قضاها بين المنصات والفصول والمساجد. واقفا امام طلابه فى مختلف المؤسسات التربوية الكبرى فى سوابق الازمان.. معلّما متفرّدا و"تيوترا" ورئيسا لقسم التربية الاسلامية فى حنتوب الفيحاء.. وناظرا مقتدرا فى وادى سيدنا الامدرمانيةو بين عارفى افضاله فى داره العامرة به وبالسيدة الفضلى "محاسن" واخوتها واخواتها الكريمات وزائريهم وبين ابنائه وبناته البررة الذين (والحمد لله وماشاء الله) يحجبون قرص الشمس نجاحا مضطردا فى كل مجالات العمل.. منهم من علّم وهدى ومنهم من عالج وآسى.. ومنهم من ظل وما ينفك يسير على خطا والدهم الكريم يحبون الخير للآخرين ويظلون جميعا دواما هم الخارجين عن انفسهم الواهبينها للناس .. رحم الله محمودا "المحمود فى كل زمان ومكان" فى اعلى عليين وجعل الفردوس الاعلى له ولكل من سبقه الى دار الخلود والقرار من اهله و كل من كانت له بهم صلة رحم وقربى ونسب مقرّا ومقاما.. الحديث عن معلم الاجيال يطول ولا يتوقف ولكنى اعلم ادراككم الواعى بأن رحيل معلم الاجيال وغيابه ان هما ألآّ من ارادة الله الغالبة وسُنّة الله فى هذه الدنيا الفانية. آثار وبصمات "المحمود" تبقى وتتأصّل فى اغوار الابدية وابعاد اللانهائية ما لاح البدر ونادى المنادى بالأذان.. فهو المعلم وهو الهادى وهو القدوة الحسنة لرفاقه فى التعليم و خارج محيطه.. وتتمدد تلك اُلآثارفى كل موقع وميدان..هو حامل الامانة العبء الفادح.. امانة التربية والتعليم التى ما ناء يوما بها او تقاعس عن حملها معلّم الاجيال والتى ظل يقيم لها اعتى الاسس والجذور لتبقى عالية سامقةمرتفعة.. فقد عرفنا استاذ الاجيال مثلما عرفه من تعاملوا معه او زاملوه انه كان على قناعة كاملة ان العلم النافع هو اساس الحياة الرشيدة الفاضلة والعمل او السعى للعمل بما يتعلمه الانسان هو ما يقيم هذه الحياة ويمنحهاالبقاء والاستمرار.. ولن اعدو الحقيقة ان قلت ان امير الشعراء احمد شوقى قد صدق فى قوله كلما شوهد المرحوم بأذن الله وهو يصول ويجول فى ارجاء المؤسسات التعليمية المختلفة ويكون لزاما على كل من عرف الفقيد أوجلس الى حلقات درسه او زامله ان يقف له اجلالا واكراما ويوفّيه كل تبجيل .. فقد كاد المرحوم محمود ان يكون من أولَى العزم من الرُسُل! يا أخانا الكريم لآ نملك الآ ان نسأل الله لك رحمة واسعة وان يجعل مثواك روضة من رياض الجنّة ويجعل البركة فى من تركت من الذُرّية الصالحة.. يرفعون اسمك ويحفظون ذكراك العطرة ويترسمون خُطاك ويحيطون بوالدتهم واخوتهم احاطة السوار بالمعصم.. نم هادئا فاِنّا والله وبالله "يا ايها المحمود "على رحيلك لمحزونون".. [email protected]