تحالفوا مع اللجنة الأمنية لنظام المخلوع البشير، وقالوا إنها الشراكة، وما أدراك ما الشراكة. سلموا الاقتصاد للمافيا والحرامية وأفقروا الغالبية العظمي من الناس، واللحمة خارج الشبكة، واللبن لا يمكن الوصول إليه، وكلها منتجات سودانية لا علاقة لها بصندوقهم الدولي وحطموا الإنتاج وقالوا إنهم انفتحوا على العالم الخارجي واندمجوا فيه. خانوا قضية الشهداء والمفقودين ووضعوها في تلاجة اسمها لجنة التحقيق مثل تلاجات مشرحة التميز التي صنعت لإخفاء أثر المفقودين. رجع القمع والإرهاب والاختطاف والاعتقال للثوار صانعي الثورة، بينما قادة الفلول في منتجع سياحي كان يسمى سجن كوبر. ويملؤون الدنيا ضجيجًا وصخبًا عن الورش والمؤتمرات وإعفاء الديون، ويصمتون عن الغلاء وارتفاع التضخم وفشل الزراعة. يصطادون الثوار ويقتلونهم بالغدر بهاء، ودعكر، وقتلة أحمد الخير، وعبد المنعم رحمة، وشهداء ديسمبر في ردهات العدالة الغائبة إلى وقت يطول. ويطول الوقت كي ما يتحول الشعار (دم الشهيد ما راح) إلى العدالة الانتقالية والمصالحة مع الفلول.. وشعار التسوية السياسية يعني محو آثار ثورة ديسمبر. ويطول الوقت حتى يتمكن الهبوط الناعم من تدجين لجان المقاومة أو تصفيتها، وتصفية أي تكوين ثوري ودوننا ما يحدث للجنة المعلمين. والهبوط الناعم محاصصات وترضيات وتحالفات يراد بها أن تلحق الثورة (أمات طه).. وعمومًا فالشعب يفهم كل حاجة.. وكما قال الفنان (يا جميل طبعا انت فاهم) وكل عام وأنتم بخير.. وأي كوز مالو؟
