فإذا ما طلبت من الذي يرصف الطريق او الشارع الا ينسى سد الحفر او النقر …. إذا ما طلبت من الذي يلمع او يصنع الحذاء ان لا ينسى فيه التلميع والخياطة الجيدة … ومن الذي يأتي بالماء ألا ينسى قطع الثلج …. ومن الذي يصنع سندوتشات الشاورما الا ينسى لبس القفازات ….ومن الذي يعمل في المؤسسات العامة والصحية الا ينسى لبس الكمامة …. ومن الذي يكنس الشارع الا يترك فيه الزبالة … وحتى من الذي يصنع الفول الا ينسى البهارات وملحقات الفول الاخرى … هذه اللحظة لا تعني اننا مرهفين ولا تعني اننا اولاد اغنياء ولا ولدنا والملاعق الذهبية في أفواهنا ولا الخدم والخشم حولنا وانما نحن ناس سودانيون عاديون من بئية فقيرة تعانق فيها الشرف والفقر. انني هنا لا اشكو احد الى احد وانما نتشاكى ونشكو انفسنا الى انفسنا ولست مترفا ولا باحثا عن الكماليات .. وانما اطلب الكمال .. واطلب من الذي يعمل ان يتقن عمله فهذه الحفر في الشوارع قد لا تهم من يمشي على قدميه وقد تهم من يركب السيارة ومعظم الناس مشاة .. ولكن اداء الواجب على أكمل وجه هو الذي يهمني .. فالذي يرصف الشارع يجب ان يتقن الرصف والذي يكنسه يجب ان يحسن الكنس … والذي يرمي الزبالة في الحاوية عليه ان يتأكد انها في مكانها الصحيح وليس خارجها … والذي يمشي في الشارع يجب ان يراعي علامات المرور … والذي يصنع الخبز والذي يصنع الفول والذي يصنع الطعمية وكل من يعمل شيئا يجب ان يتقنه. انها ليست الكماليات هي التي تهمني وانما الكمال هو الذي أنشده. وفي نفس الوقت اعلم علم اليقين ان لنا اخوة وابناء لا يجدون الماء الذي نجده ولا الدفء الذي ننام فيه ولا هذه المسافات والمساحات الواسعة التي نرتع فيها من شارع الى شارع ومن مدينة الى مدينة. وعلى الرغم من ذلك فاننا جميعا يجب ان نتمسك بكل ماهو واجب وبكل ماهو طريقنا الى كمال العمل وكمال الانتاج ويجب ان تعيش الفكرة الجميلة ويجئ من يضيف اليها فكرة اخرى ويستمر كل شي نحو ما هو أفضل وان لا نقف في وجه الرأي الجيد والاجتهاد الجديد … فأساس هذه التربية النموذج السليم والقدوة الحسن على كل المستويات. واذا نحن جميعا حرصنا على اداء الواجب في الصغيرة والكبيرة على كل المستويات فلا خوفا علينا .