الخرطوم – أعلن مسؤول محلي بولاية القضارف المحاذية لإثيوبيا شرقي السودان الاثنين، افتتاح معسكر جديد لإيواء الآلاف من اللاجئين الفارين من الحرب الدائرة في إقليم تيغراي الإثيوبي، ما يعمق متاعب الخرطوم الاقتصادية والاجتماعية. ويعد المركز الرابع من نوعه بعد اكتظاظ مخيمات أنشئت في كل من القلابات الشرقية والطنيدبة وأم راكوبة. وقال المدير التنفيذي لمحلية باسندة مأمون الضو إن المركز الجديد سيخصص لقوميتي القمز والكومنت ويستوعب في المرحلة الأولى 2500 لاجئ. ويقع المركز الجديد في محلية باسندة المحاذية لإقليم الأمهرا الإثيوبي بحدود تبلغ 120 كيلومترا. جوناس هورنر: تدفق اللاجئين سيؤدي إلى تزايد التنافس على الموارد والمساعدات وأفاد الضو بأن موجة النزوح العالية سببها "الاضطرابات الأمنية والعمليات العسكرية بين قوميات الكومنت والأمهرا من جهة وبين القمز والأمهرا من جهة أخرى". وأشار الضو إلى أن محلية باسندة تُعاني من نقص حاد في مياه الشرب ومعدات الإيواء والغذاء، نتيجة تأخر المنظمات والمانحين عن تقديم الخدمات الإنسانية. ويأتي نزوح اللاجئين إلى السودان في وقت يشهد فيه هذا البلد عملية انتقالية هشة منذ إطاحة عمر حسن البشير في أبريل 2019 إثر تظاهرات جماهيرية ضده. وتسعى السلطات الجديدة إلى إعادة بناء اقتصاد البلد الذي يعاني بسبب سنوات من العقوبات الأميركية وسوء الإدارة والنزاعات المسلحة. ويعيش قرابة 65 في المئة من قرابة 42 مليون سوداني تحت خط الفقر، وفق الأرقام الحكومية. وتأثر الاقتصاد بشدة كذلك من جراء الفيضانات الكارثية التي اجتاحت جزءا كبيرا من البلاد، وكذلك من تداعيات جائحة كورونا. وتتجاوز نسبة التضخم في السودان 200 في المئة ويعاني البلد من نقص مزمن في العملات الأجنبية، ما يؤدي إلى طوابير طويلة لشراء الخبز وأخرى أمام محطات الوقود. وتنقطع الكهرباء ست ساعات يوميا على الأقل. ويشعر سكان شرق السودان، في القضارف وكسلا على وجه الخصوص بحدة الأزمة الاقتصادية، وهما الولايتان اللتان استقبلتا اللاجئين. وقال جوناس هورنر من مجموعة الأزمات الدولية إن "شرق السودان هو المنطقة الأكثر فقرا في البلاد وتدفق اللاجئين سيؤدي إلى تزايد التنافس على الموارد والمساعدات". وأضاف أنه "سيتعين على الحكومة الاعتماد بقوة على مساعدات المنظمات المحلية والدولية".