لا ينكر أي ملم بالأمور السياسية أو الاقتصادية استحقاق جبريل إبراهيم لمنصب وزير المالية، وذلك بعد نصف عام في المنصب، فالخطوات التي يقوم بها وبحسب وجهة نظر اقتصادية قائمة على تحليلات ودراسات علمية، وستؤتي نتائج جيدة من دورها أن تساهم في علاج بعض المشاكل التي يواجهها الاقتصاد السوداني. ولأن الوزير الجيد لا يمكنه أن يسكت على الظلم والفساد، أعلن الوزير عدة مرات أن لجنة إزالة التمكين لا تقوم بتسليم الأموال المستردة لوزارة المالية كما ينص القانون والوثيقة الدستورية، وهذا يعتبر كما لم يعلن هو بشكل رسمي، فساد وسرقة. لجنة إزالة التمكين تقوم بمحاربة الفساد، عن طريق إبداله بفساد آخر، هذا ما كان يلمح إليه الوزير بشكل غير مباشر، فالأموال المستردة من حق الدولة والمواطن، فإذا لم يكن كذلك فلماذا تقوم اللجنة باستردادها إذا كانت ستؤول لجهة أخرى غير الدولة . حقيقة الأمر تكمن في أن اللجنة لا تقوم بإخفاء استردادها للأموال، في حين تعلن بشكل مستمر عن مصادرة أموال هنا وأراضي هناك، ولكن لا تعلن لأي جهة تذهب هذه الأموال، والجهة التي يجب أن تستلم هذه الأموال أنكرت أنها في حساباتها، وطالب الوزير بإثبات صحة إدعائهم، وحتى الآن لم يحدث. الوزير يقوم بخطوت من شأنها أن تحسن الحالة الإقتصادية في السودان في الوقت الذي ينهار فيه السودان إقتصاديا، وهذا سيخدم المواطن، واللجنة أيضا تقوم باسترداد الأموال التي كان يجب أن يستفيد منها المواطن وليس فئة معينة من الناس، ولكنها للأسف لا تقوم بذلك، ولو كانت الأموال "التي تقدر بالمليارات" عادت الى الدولة، لماذا إذا لم يتم استغلالها حتى هذه اللحظة.