قطار الربيع العربي كانت اولي محطاته هي تونس الخضراء ثم بدأ يتقدم فعم معظم الدول العربية التي كانت و مايزال بعضها يقع تحت سطوة نخبة من القيادات السياسية التي أدمنت الفشل و أدمنت تكرار نفس الفعل للحصول على نتيجة مختلفة في كل مرة. حدث التغير بتونس ثم استمرت تتقدم في اتجاه بناء الديمقراطية و دولة الحقوق و كان العامل المفاجئ هو دخول شخص على سدة الحكم لم تكن التوقعات ستجعل منه رئيس للجمهورية و لكن قيس سعيد تمكن من فعل ذلك و العامل الأساسي كان هو الشارع الذي رأى في التغير سبيل للتقدم و لكي يختار شخص من خارج صندوق السياسية المعروف على مدى عقود. خلال الفترة السابقة إستمرت التجاذبات بين القوى الجديدة التي أتت مع الثورة و بين مكونات الدولة القديمة و تلك التجاذبات عطلت دولاب الدولة واستمر التدهور إلى اللحظة التي اتخذ فيها رئيس الجمهورية قيس سعيد قراراته الأخيرة في تغيير إضافي ضمن الدستور و بعد أن فقد الأمل في إيجاد بحارة مسؤولين يعاونوه في العبور . و تكاد تنطبق الصورة على الوضع السوداني و بنفس العقلية فكان السيد رئيس الوزراء يلمح تارة وتارة أخرى يوجه تلك القوى المتمثلة فى الحاقدة السياسية بالتحلي بالمسؤولية لكن للأسف إستمر التشاكس وعوضا عن النزول إلى أرضية الجماهير وتوعيتهم بالمرحلة وتحدياتها والخطط الموضوعة للخروج إلى بر الأمان والتجهيز للانتخابات لكنها انطوت على نفسها تكالبا على المكاسب الحزبية النتنة. إلى أن وصلنا مرحلة إعلان السيد رئيس الوزراء لخطة الطريق إلى الأمام في خطوة لتجميع قوي الثورة وتشكيل قوة موحدة أكثر تماسك للتقدم و عبور المرحلة الانتقالية إلى مرحلة الصندرق. فهل تكون هذه الخطوة الدبلوماسية هي الإنذار الأخير أو الإشارة الأخيرة لقرارات تشابه ما حدث بتونس تتخذ من قبل حمدووك و غالبا ستجد الدعم والمساندة من نسبة كبيرة من الشارع الذي يمثل الثورة بحق و حقيقة ، لأن تلك النسبة الكبرى من الشعب اهتماماتها هي التعليم والصحة والعيش الكريم فقط و ليس شي آخر . غدا لناظره قريب مشوار المليون ميل بدايته الأولى خطوة [email protected]