أسماء محمد جمعة جدل كثيف أثير على مواقع التواصل الاجتماعيالتي أصبحت برلماناً قائماً بذاته، حول الخبر الذي أوردته صحيفة (التيار) والذي يقول إن السيد رئيس الوزراء عبد الله حمدوك عقد اجتماعاً عاصفاً مع وزير الطاقة والتعدين جادين ناقش أزمة الكهرباء، وقد انتقد الوزير على عدم وجود برمجة جديدة ورؤية وموقف زمني محدد لحل أزمة الكهرباء، وما يجب ذكره هو أن الكهرباء لم تشهد تحسناً منذ أن وصل السيد جادين إلى الوزارة بل ساءت جداً. والحق يقال لم تشهد العاصمةقطوعات قاسية مثلما حدث في عهد جادين هذا، ولأول مرة في حياتي في العاصمة أرى الكهرباء تقطع 12 ساعة في اليوم وتعود ثلاث ساعات ثم تقطع مرة أخرى 12 ساعة، ولا أحد يعتذر أو يوضح للمواطنين الحقيقة أو يجيب على تساؤلاتهم أو يجبر بخاطرهم بكلمة. وحقيقة يقول الناسدائماًإن كل مسؤولي الحكومةالانتقاليةلا يختلفون كثيراً عن وزراء النظام المخلوع،يعانون من نفس المشكلة وهيعدم القدرة على التفكير خارج الصندوق، وطبعاً لا سبيل إلى إقالتهم حتى لا تفجر أحزابهم الموقف السياسي،والآن إذا سألنا السيد جادين ماذا فعل منذ أن استلم المنصب؟ وماهي الأفكار التي وضعها لحل المشكلة؟ لن نجد منه إجابة، علماً بأنه عين في مطلع شهر فبراير الماضي، أي قبل 7 أشهر كاملة،وهي أكثر من200 يوم، وأي مسؤول ناجح تظهر بوادر نجاحه في أول مائة يوم والعكس صحيح،فإن لم يقدم خلال هذه المدة شيئاً يذكر فهو سيفشل، وكما يقال (الخريف اللين من شواقيرو بين)، والسيد جادين لم يقدم لناولا حتى خبرسعيد خلال 7 أشهر. المهم قيل إن رئيس الوزراء أمهل وزارة الطاقةوالتعدين ستة أشهر للانتهاء من الدراسات وطرح العطاءات لحل الأزمة،والاستفادة من خطة الدعم المقدم من وكالة التنمية بالأمم المتحدة المقدر بنحو 700 مليون دولار من جملة 3 مليارات دولار مقدمة للسودان. وهنا دعونا نسأل أين هذا الدعم،لماذا لم يستفد منه جادين ونحن نعلم أن المانحين كلما رأوا جدية في العمل كلما أوفوا بالتزاماتهم المتبقية سريعاً وزادوا عليها، ثم السؤال المهم هل يعقل سبعة أشهر مرت والسيد جادينلم ينتهِ من الدراسات وطرح العطاءات، (معقولة بس)،هذه المدةتكفي لوضع كل الأسس التي تغير أوضاع الكهرباء في السودان عموماً،وليس الخرطوم وحدها،بل تكفي لقطع شوط فيالتنفيذ. يفترض أن السيد رئيس الوزراء لديه صلاحية حسم الفاشلين وإنهاء وجودهم في الحكومة فوراً،ولكنه لا يستطيع لأن أغلبهممن القوى السياسية جاءوا بمحاصصات ترضية،وهو يحاول باستمرار أن يتعامل معها باللين ويتجنب الشدة والحسم فيعاقبهم باللوم والتوجيه والتحذير ومنحهم فرصة أخرى مثلما حدث مع جادين وغيره، فبدلاً من إقالته منحه ستة أشهر للقيام بما لم يقم به في السبعة أشهر الماضية فهل ينجح، أنا لا أتوقع ذلك. مشكلتنا أيها السادة فيالأحزاب السياسية التي تدعي أنها شريفة ونزيهة وتجيد السياسة وحريصة على مصلحة البلد ولا يوجد أنجح منها، في حين أن عمايلها تثبت العكس، ودائماً ما تبلينا بكوادر لا يختلفون كثيراً عن كوادر المخلوع،فرغم ما نالوه من علم ومعرفة إلا أن تعيينهم في المناصب سرعان ما يكشف أنهم يعانون من نفس المتلازمة،كلهم جادين . الديمقراطي