هذه الأيام تنطلق الدعاية المضادة من جماعة الهبوط الناعم.. الصادرات زادت والميزان التجاري اتحسن، التضخم انخفض، والاستثمارات جاية، وثمرات ح تغطي 80% من الشعب… الخ.. وهذه الدعاية المضادة مقصودة لذر الرماد في العيون وتغطية الخيبات الكبيرة التي مني بها سدنة البنك الدولي الذين مارسوا التضليل الإعلامي طوال سنتين، وكالوا الثناء للصندوق والبنك الدولي، ووزعوا الآمال الوهمية للشعب.. فماذا كانت النتيجة؟ تضخم وغلاء وانهيار. وفي إطار الدعاية المضادة قالت الوزيرة (سابقًا) المستشارة (حاليًا) هبة محمد علي أن 80% من تعهدات المانحين في برلين قد استلمتها الحكومة، ولم تقل حجم المبلغ (كم مليون دولار؟) ولم تقل أين صرفت؟ وفي الحقيقة فقد تعهد المانحون (المزعومون) في برلين ب 1.8 مليار دولار. ومعنى كلام المستشارة أن 1.4 مليار دولار قد استلمتها وزارة المالية، وبالجنيه السوداني وبسعر التعويم فأنها تساوي 648 مليار جنيه.. فأين ذهبت!! والكلام الذي قيل يحاصر وزارة المالية التي مطلوب منها (جرد) حساب ليعرف الرأي العام أين ذهبت هذه المليارات.. المواطن العادي لا يرى أثراً لهذا المال.. لا في معيشته، ولا في العلاج أو التعليم.. أو حتى المواهي.. وإلى أن نعرف أين ذهبت أموال برلين وبالأدلة والمستندات.. فإننا نضع وزارة المالية في خانة الاتهام.. 648 مليار جنيه، والأدوية منعدمة والتنمية غائبة والكهرباء مقطوعة والموية مافي.. فأين ذهبت؟ 648 مليار وأهل دارفور في معسكراتهم ينتظرون الإنصاف الذي طال أمده.. 648 مليار جنيه والمشاريع الزراعية عطشانة والسماد مافي، والزراعة في خبر كان، والمزارعون في أسوأ حال. 648 مليار والمصانع مغلقة، والصناعة اندثرت.. فكم يكلف تأهيل المدابغ ومصانع النسيج أو تعليب الفاكهة!! 648 مليار لو خصص 10% منها للتعليم لما شهدنا إضرابات المعلمين وأساتذة الجامعات، ولما اعتصم طلاب جامعة شرق كردفان أمام وزارة (صغيرون). وأما بعد: فإن الكضاب لازم يصل خشم الباب.. ونخشى أن تلحق أموال برلين بخط هيثرو وسلسلة الفساد الانقاذي.. وللتذكير فقط فإن المستشارة حاليًا والوزيرة سابقا نفت ذات يوم علمها بأي برنامج اقتصادي للحرية والتغيير، ومعناها عدم علمها بإعلان الحرية والتغيير نفسه الوارد في ثناياه البرنامج الاقتصادي.. وربما لا تعلم حتى الآن أن هنالك ثورة اسمها ديسمبر اندلعت في السودان ذات يوم من أيام ديسمبر 2018. على كل فإننا سننتظر تقرير أداء الموازنة في نهاية العام.. فإن لم نر أثرًا لأموال برلين التي استلمتها الحكومة كما قالت هبة، فإن للحديث بقية.. ويا من تتسولون باسم الشعب.. فإن الثورة باقية.. وثوارها على خط النار.. وأي كوز مالو ؟ الميدان