توجه رئيس الوزراء بخطاب للشعب السوداني ظهر اليوم منددا بالمحاولة الإنقلابية التي جرت صباح اليوم ومهيبا بالشعب السوداني أن أدركوا ثورتكم من المتربصين بها . جاء الخطاب إثر إجتماع مشترك ضم الطاقم الوزاري والحرية والتغيير . كان من الواجب بعد إنتهاء الإجتماع وإعلان خطاب السيد رئيس الوزراء أن تتم الإستجابة الفورية بأن تتوجه قيادات الأحزاب الممثلة في مجلس الوزراء و الجبهة الثورية والحرية والتغيير إلى قواعدها للنزول إلى الشارع حماية للثورة وإستجابة للنداء وتعبيرا عن الوقوف خلف الحكومة المدنية التي يمثلونها . ولكن من الواضح أنه لم توجد إستجابة من تلك المجموعات الممثلة في الحكومة ولا ندري هل توجهوا فعلا إلى قواعدهم ولم تسجب لهم أم أن لهم مواقفهم الخاصة من خطاب السيد رئيس الوزاء خلافا لما يدور في قاعة الإجتماعات؟ . في كلا الحالين على السيد رئيس الوزراء أن يراجع سياسته ومواقفه تجاه تلك المجموعات والأحزاب الممثلة في الحكومة سواء بعدم الرغبة في التوجه لجماهيرها أو بعجزها عن مخاطبة وإقناع تلك الجماهير أو أنها مجرد هياكل كرتونية لا قواعد لها تذكر لم تقدم الدعم الواجب واللازم في مثل هذا الظرف الخطير . فعدم خروج جماهير تلك الأحزاب والمجموعات الممثلة في الوزارة للشارع تعبيرا عن الوقوف خلف الحكومة المدنية التي يمثلها السيد رئيس الوزراء من شأنه ان يضع علامة إستفهام كبيرة أمام رئيس الوزراء عن مدى الوجود والأثر الحقيقي لتلك المجموعات وسط الشارع الثوري. من أوائل ما يجب مراجعته وإتخاذ ما يلزم من قرارات فورية تجاهه إلقاء تعيين مجموعة المستشارين حول رئيس الوزراء كون أن من مردود خدمات تلك الفئة ما أدخل البلاد في المزيد من الصراعات وقلل من إمكانية الوصول لإتفاق سلام مع بقية الفصائل غير الموقعة . ومن القرارات التي ستجد الإستجابة الفورية من الشعب السوداني إصدار بيان بإلغاء مسارات سلام جوبا وهذا من شأنه أن يوقف التصعيد في شرق السودان وفي أجزاء أخرى من البلاد وسيحول كامل المشهد إلى النقيض تماما ويستعيد ثقة الشارع مجددا في الحكومة. بعد ذلك على السيد رئيس الوزراء إقالة وزارة المحاصصات وتعيين حكومة كفاءات وطنية مشهود لها بالخبرة والحيدة والإستقامة وأن يطلب تأييد الشعب السوداني. عندها سيجد السيد رئيس الوزراء الشارع في الموعد وهو وسيلته في مواجهة تحديات المتربصين بالثورة من الفلول ومن العسكر ومن جماعة الهبوط الناعم كذلك . تسريح المستشارين وإلغاء المسارات وتكوين حكومة كفاءات سيصب في مصلحة حل مشكلة شرق السودان بصورة مباشرة وسوف تستعيد الثورة مسارها الصحيح وألقها وسيكون الإلتحام حقيقيا ما بين شارع مستعد للوقوف خلف ثورته والدفاع عنها بكل غال ونفيس وحكومة شفافة تمثله وتسهر على خدمته. . [email protected]