الوطن والصبر والحرية .. لانعول كثيرا على من يتمشدق بالأقوال ولكن حتما سنصغي بالعقل لمن يبرهن وطنيته بأفعاله لا بأقواله.. قطعا الحرية تحتاج الى صبر والوطن لايعيش بدون حرية وبين الحرية والصبر يدفعنا الأمل وهو أكسجين لاتستغنى عنه رئة الحياة… الإحباط وفقدان الأمل يترك النفس تعيش في إتون المرارة والانحطاط والانحدار بالذات إلى قاع سحيق مترع بالهموم… بل يستولى على كل شاردة فرح في كيان الإنسان ولا يترك مجالا للتوازن السليم…. نعم الحياة منحة من الله سبحانه وهي مساحة محدودة من زمن محسوب ولا نستطيع التحكم فيه كبشر "فلازيادة ولانقصان" وكل شىء خلق بقدر ولا يمكن أن نتكهن بما سيحدث غدا مهما أوتينا من علم وقوة أوحتى نتوقع ما سيكون بعد ساعة من عمرالمستقبل القريب أوالبعيد ، ولكن هل نقتل في داخلنا الأمل أم نترك الأمور تمضي على عواهنها دون أن نتفكر ونتدبر ونعالج ثم نخطط ونستبشر الخير بالمستقبل الوليد الذى لانملكه ولا نتحكم فيه، ولكن الإيمان بأن كرم الله واسع ولاحدود له ، وفضله ممتد وهو الذى جعل للحياة معنى حتى نجد للعيش لذة وطعم ولكن علينا طرق الأسباب حتى نصل الى النتائج وما عليك الا ب" أعقلها وتوكل". السودان يمر بفترة عصيبة وأحداث مفصلية يغتنمها البعض لخلق الفتن وإشعال جذوة نيرانها لخدمة مصالحه، فقطعا البعض يحب الصيد في الماء العكر.. فاذا خنع الناس الى هذه الفتن وركنوا لها واستسلموا للفشل فتلك هي المصيبة الكبرى، أما أذا تيقظت العقول وتمسكت بالمنطق السليم ولم يتركوا لليأس مكانا ، فسوف تمضى العاصفة ويظل الوطن صامدا شامخا بأبنائه الصادقين ولن يكون السودان إلا كما نريد بإذن الله… قبل أيام وصلتني رسالة من صديق عزيز يشكي كثرة همومه وخوفه من القادم وتشاؤمه من المصير المجهول والمستقبل في السودان الذي حاصرته المصائب ،وكثرة الخلافات ودمار الاقتصاد وانحدار المستوى المعيشي والخوف من القادم المجهول وسط مؤشرات مخيفة بين ضبابية الحاضر وتجهم المستقبل…. نعم قد يكون البعض مستسلما لروح التشاؤم والسوداوية حتى يكاد لا يرى للأمل وجودا ، ولكن اذا سقط الأمل تهدم الانسان وتهشم الدافع ومات الطموح وإندثر ، فالتغبير لايأتى الا بالصمود والثقة بأن القادم أفضل مع الإرادة والإستبشار .. فالامل هو الحياة وهو الدافع المحرك والروح الصامدة من أجل البقاء ..الأمل فضل من الله ونعمة فلا تستسلموا لليأس فأن الشمس تشرق كل يوم معلنة ميلاد يوم جديد .