مشكلة الحكومة الحالية هي أن الأحزاب المشاركة فيها والحركات جاءت بأضعف ما تملك من كوادر، كلهم دون استثناء لا يملكون المقدرات العقلية التي تؤهلهم للعمل في مناصبالدولة، صحيح بعضهم متعلم ويحمل طن شهادات ولكنهم عاجزون عن الابداع والتفكير خارج الصندوق، وينطبق عليهم قول المثل (القلم ما بزيل بلم) (وعلى العليهم) لايستطيعون العمل بتناغم، فكل يعمل لوحده بلا خطة ولا رؤية، ويمكن القول بأنهم (قاعدين ساكت عديل)، وطبعا هذا الأمر منح قادة الجيش الفرصة للاستفادة من هذا الأمر بمساعدة كوادر النظام المخلوع لدرجة انهم سمحوا بقطع شريان السودان الرئيس لينتصر البرهان لنفسه بلي ذراع الأحزاب. التفكير الطبيعي الذي يحقق مصلحة الشعب والبلد في هذه الحالة هو ما ذهب إليه حمدوك أن يجلس الجميع لحل المشكلة وإيجاد مخرج آمن، فمشكلة الأحزاب هي انها حرمت لسنوات طويلة من الممارسة السياسية الراشدة نتيجة إفساد العسكر المناخ السياسي، وما يحدث الآن بقدر ما هو يضر بالبلد هو أيضا له جوانب جيدة، وكون الناس بدأت تختلف بطريقة سلميةفهذه خطوة ولو أن الاختلاف يتم بصورة غير أخلاقية، فهي افضل من العنف والسلاح ونقلة سياسية اذا تفهمها قادة الجيشستقود إلى الممارسة السياسية الراشدة والتي ما زالتتحتاج منا الكثير، أصعب ما فيها الصبر والاستمرار وتفهم الجيش أن الوقت قد حان ليلتزم بدوره الحقيقي. رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان (خت العقدة في المنشار)فهو لا يرى حلا للوضع الراهن إلا بحل الحكومة الحالية وتوسيع قاعدة مشاركة الأحزاب السياسية بالحكم، طبعا حتى يصبح أكثر تحكما في الموقف، كما دعا إلى "الإسراع في تكوين المحكمة الدستورية وتعيين رئيس قضاء مستقل، وبتشكيل برلمان يمثل كل الشعب، مع أنه هو جزء أساسي من تأخير سير العدالة وتكوين البرلمان الذي منح فيه الجيش نسبة تمثيل تخيلوا جيش ممثل في البرلمان، كما أنه استثنى الحزب حزب العصابة (المؤتمر الوطني) من المشاركة، ولم يستثن أحزاب (الفكة والفتة) من المشاركة مع انها كانت جزءا من نظام العصابة وهي لا تقل عنه سوءا وفسادا. حقيقة هذا الأمر يؤكد أن السيد عبد الفتاح البرهان غير مؤهل لأن يضمن التحول الديمقراطي في السودان لسبب بسيط جدا هو أنه غير قادر على الصبر وتحمل التمارين التي تمارسها الأحزاب والتخبط الذي تقع فيه بسبب حالة العمى التي أصيبت بها في ظل الأنظمة الدكتاتورية، خاصة وقد ظهرت في عهد النظام المخلوع اجسام أخرى عبارة عن عاهات سياسية، وكلها التعامل معها يتطلب الصبر والحكمة والحياد من أجل الوطن والجيش الذي هو كبير الوطن، وهذا الأمريحتاج إلى قادة جيش متفهمين وحكماء ومستقلين ناكرين لذواتهمويجب أن يعلم البرهان أن الحل الذي يمليه على الأحزاب الآن لا يصلح الحال وانما سيزيده تعقيدا، ولن يصدق مجلس الأمن التطمينات التي ارسلها اليه نهاية الشهر الماضي عبر خطاب أرسله كما ذكرت بعض القنوات، وقال فيه بأنه ملتزم بحماية التحول الديمقراطي رغم أن ما يجري الآن يثبت العكستماما، ومجلس الأمن ليس غبيا فهو الآن يراقب وينتظر وبلا شك سيرد على الخطاب قريبا. الديمقراطي