كالعادة الانقسام هو طابع المكونات السياسية السودانية وصار هو سمة مميزة لكل تلك المكونات منذ الإستقلال والي اللحظة الحالية . وتاريخياً ذلك مثبت بعدة انقسامات شهدها تاريخ السودان القديم والحالي وذلك إن دل إنما يدل على غياب المشروع الوطني الواحد الذي يعمل على تحقيقه كل مكون وحزب وحركة مسلحة مع الاحتفاظ بالرؤية الضيقة للمكون المعنى في سبيل الرؤية المستقبلية الشاملة لبناء الدولة وذلك هو السبب الرئيسي الذي جعلنا حتى هذه اللحظة لا نمتلك ذلك المشروع . جات ثورة ديسمبر المجيدة بمعاني وتضحيات عظيمة وجسيمة وتاريخية لتغيير ذلك السلوك لكن للأسف يغلب الطابع على التطبع . نالت الحرية والتغيير شارة القيادة والتي حصلت على إجماع لم يحصل عليه أي مكون في تاريخ الثورات السودانية لكن للأسف لعدم تغليب مصلحة الوطن على المصالح الشخصية الضيقة حدث التردي والانهيار في مسار الثورة التي لم تبلغ العامين في صورة مخزية ومحزنة للشارع الذي هو أساس التغيير ووقوده الدافع . وفي هذه اللحظة التاريخية من تاريخ الأمة السودانية يحدو الأمل بأن تعلو المصلحة العامة على المصالح الشخصية الضيقة من أجل تكوين أجسام الانتقال كاملة من المفوضيات إلى المجالس التشريعية إلى التجهيز للانتخابات المقبلة من تعداد سكاني وبقية متطلبات العملية الانتخابية . ورغم المصالح الشخصية الضيقة ومصالح وخطط المحاور الخارجية التي لا تريد للبلاد الاستقرار والنمو الاقتصادي ، فأن الأمل في الله وفي الشرفاء مدنيين على عسكريين لوضع الأسس لتحقيق ذلك الحلم . لابد يوم باكر يبقى اخيرر [email protected]