تنقسم الحرية والتغيير، ونظارات البجا تغلق الشرق والميناء البحري الوحيد، والفلول وأنصاف الفلول يتحاومون هنا وهناك ومنهم موسى محمد أحمد، ومبارك الفاضل، وترك وآخرين.. والمشهد المرسوم بعناية، يراد له أن يمر عبر غطاء الانقلاب المضروب، ثم الدعوة لحل الحكومة.. وإذا كان الحل بسبب فشل الأداء الحكومي، فالبرهان وحميدتي هم شركاء الفشل، وأي سياسة بطالة مرت عبر اجتماع المجلسين. والبرهان ومستشاره وكل المكون العسكري لا يمتلك أي صلاحية للمطالبة بحل الحكومة أو حتى تعديلها.. ولكن الدعوة تأتي من خلال منطق هزمته الثورة اسمه منطق القوة. والدليل أنه قال ما قال أمام اجتماعات مع الوحدات العسكرية، باعتباره قائد الجيش، ويفهم من هذا الوضع تحريض العسكريين علي الدولة المدنية وهو أمر في منتهي الخطورة. الوثيقة الدستورية (الكعبة) شارك في كتابتها عسكريون، وهي تحدد صلاحيات هياكل الحكم بما فيه مجلس السيادة. والكل يعرف ماذا وراء المطالبة بحل الحكومة، وتوسيع قاعدة المشاركة.. ولكن دعونا نقول الحقائق المجردة التي لا تقبل التأويل. لم تتمدد صلاحيات رئيس مجلس السيادة وحتى نائبه إلى الحد الذي كاد أن يجعلهما رؤساء جمهورية إلا بصمت باقي اعضاء مجلس السيادة.. خوفًا أو طمعا.. حتى هذه اللحظة، والبرهان يتحدث بلسان رئيس المجلس ويقابل السفراء الأجانب، وقابل نتنياهو ذاتو بذات الصفة.. ومعناها إما أن المجلس كله راض عن تصرفاته أو أن المجلس (في جيب) البرهان وهذا هو الأرجح. وأما بعد يا أيها الثوار لقد تم خلع البشير والمؤتمر الوطني عنوة واقتدارا، وفي سبيل الحرية والمدنية سالت دماء الشهداء ولا مكان لدولة أو رأس دولة عسكري إلى يوم القيامة العصر.. هذا هو عهدنا للشهداء. ولا مكان للفلول في المشهد السياسي الانتقالي، والحسم الثوري في مواجهة من يريدون مصالحتهم باسم توسيع المشاركة. قيام المجلس التشريعي الثوري وليس المهادن واجب الساعة.. إعلان الحقائق حول مجزرة فض الاعتصام فورا.. الكلمة الآن لكم يا ثوار ديسمبر.. زلزلوا الأرض في 21 أكتوبر القادم ولا خطوة للوراء. وأي كوز مالو؟ الميدان