يوم 16 أكتوبر خرج موكب يقوده المتاجرون بقضية دارفور، تتبعهم أحزاب (الفكة والفتة)، وبالتعاون مع مجرميالمؤتمر الوطني والحركة الإسلامية، من أجل عودة حكم العسكر،وليتهم فعلوا ذلك من أجل تغيير الحكومة بأخرى أفضل تسهم في تصحيح مسار التحول، لكنا قدخرجنا معهم فكلنا مقتنعين أن الحكومة ضعيفة وفاشلة و(زهجانين) منها،ولكن لأنهم طالبوا الجيش بالانقلاب على السلطةالمدنية، فهذا ما لا يمكن السماح به، لأنه جريمة وخيانة عظمى للوطن. وليت المجموعة خرجت من تلقاء نفسها حبا في قادة الجيش لأنهم حكماء وأهل شورةورشاد ورأي وحكمة لكنا اتفقنا معها،ولكنها فعلت إمعانا في هدم الجيش وإبعاده عن الحيادية وواجبه السامي وحتى يصبح مطية لها، وهي أيضا جريمة تساعد على دفع الجيش إلى مواصلة السيرفي الطريق الخطأ لا يشارك فيها غيور على الجيش،خاصة وأنه الآن مصدق أن هذه المجموعةستشكل سندا شعبيا له يخدع العالم . إن كان السند الشعبي هو المطلوب لإجبار رئيس الوزراء على الاختيار بين التنازل للعسكر حسب رغبة موكب 16 أكتوبر أو الإبقاء على الحكومة وإصلاحها حسب رغبة موكب 21 أكتوبر، فهو فسيكون استفتاء حاسما ما بين أنصار العسكرية والمدنية، ما بين أنصار حمدوك والبرهان،وعلى المهزوم أن يعترف ويرحل . مثلما شاهد العالم أنصار الانقلاب يخرجون في مواكب ويعتصمون مطالبين الجيش بإذاعة البيان وإسقاط الحكومة الانتقالية وأصيب بخيبة أمل وفي ذهنه صورة ثورة ديسمبرالرائعة، كذلك سيشاهد اليوم مواكب 21 أكتوبرالحرة التي ترفض عودة الحكم العسكري وستثبت له أن غالبية هذا الشعب مع التحول الديمقراطي . ستؤكد مواكب 21 أكتوبر أنها هي مواكب أهل الثورة الراغبون في التحول بصدق، وأنها تمثل الشعب بلا مجموعات منتفعة مثل التي تدعم عودة نموذج البشير الجاهز،وهي تبحث عمن يوفر لها ملاذاآمنا يحميها من أن تطالها العدالة وحتى تبقى أبواب الفساد كلها مفتوحة لها،ومن أراد أن يتأكد فليتأمل مواكب 21 أكتوبر، لا قيادة فيهكل الناس قادة،مواكب لها روح،لأن دافع الحضور يختلف . أخيرا، نؤكد أن مواكب 21 أكتوبر لا تخرج دفاعا عن الحكومة الانتقالية الفاشلة والضعيفة والمتصارعة كما يروج أنصار الانقلاب، فهم مقتنعون بهذا وإنما من أجل إصلاحها بطريقة لا تسمح للعسكروالمجموعات المنتفعة بالعودة إلى السلطة، وليس بالطريقة التي تراهامجموعة 16 أكتوبرالتي ترى الحل في إذاعة البيان ليأتي البرهان. مواكب 21أكتوبرستؤكدأن غالبية هذا الشعب أصبح على قدر من الوعي الذي يجعله يسير في طريق التحول الديمقراطي حتى النهاية، مثلما أكد موكب 16 أكتوبرأنه مازال يعيش مأساة حقيقية،وهي أن هناك نسبة منهما زالت مغيبة تستغلها العصابات السياسية بدعم من قادة الجيش للأسف ما يصعب مسيرة التحول. والموكبان هما استفتاء لا يحدد لمن الغلبة فقط، بل وتحدد أيضا ومَن الأفضل، ومثلما شهد العالم على معركةثورة ديسمبر ونظام البشير فهو بلا شك ما زال متابعا لها وهو بلا شك لن يقف مكتوف الأيدي ليعود نفس (الزول)! . الديمقراطي