بإلقاء نظره سريعة علي روزنامة انقلابات الخرطوم، نجد ان ابرزها: * انقلاب الفريق ابراهيم عبود 1957 * انقلاب العقيد جعفر النميري 1969 * انقلاب الرائد هاشم العطا 1971 * انقلاب العميد عمر البشير 1989 القاسم المشترك بينها انها انقلابات علي الحكم المدني ما عدا انقلاب هاشم الذي سقط خلال 72 ساعه فهذه الانقلابات قادتها رتب عسكريه من مختلف وحدات الجيش والقوى النظامية فيما تعارفت عليه بمجلس قيادة الثورة. نلاحظ ان كل هذه الانقلابات كانت مدعومة من احزاب سياسيه شكلت لها حاضنه شعبيه وقد وجدت ترحيبا حارا من قبل الشارع السوداني ما عدا انقلاب هاشم العطا , وقد اتيحت لها قدرا وافرا من السنوات والتجريب ولكن كلها تم اسقاطها بثورات شعبيه تطورت اثناء فتره حكمها من مبادرات رواد وقوي سياسيه واجتماعيه تضافرت وتلاحمت مع الجماهير انتهت الى خلق الكتلة الحرجة التي اسقطت كل الدكتاتوريات بذات الطريقة. اما بالنسبة لانقلاب البرهان ال دقلو هذا الانقلاب لا يمكن وان ينسب الي قوات الشعب المسلحة لا تخطيطا ولا تنفيذا اذ تولت مليشيا الدعم السريع تنفيذ العملية وهو انقلاب بلا مجلس قياده ثوره من وحدات الجيش السوداني مما يوشي انه انقلاب البرهان وال دقلو بامتياز. وهذا الانقلاب يتوسل الي شرعيه لن يحصل عليها اذ انه انقلب على حكومة ثوره شعبيه شهد لها العالم بالسلمية والتفرُّد. هذا الانقلاب بكل المقاييس حظه في النجاح والاستمرار صفر فخيم ولن يصمد الا لفتره جدا وجيزة وليست هذه مجرد امنيات أو رجما بالغيب فهذا الانقلاب واجهته الجماهير بالرفض في كل خطواته التحضيرية والتي بدأت باكرا عقب مجزره وتصفيه اعتصام القيادة بتلك الصورة الوحشية حيث اعلن بعدها البرهان بزهو القاء التفاوض مع الحرية والتغيير لكنه ردعته الجماهير واعادته الي جادة الطريق بملونيه 30 يوليو. ثانيا مضي البرهان في طريق التحضير الي انقلابه المضمر بخلق حاضنه اهليه ذات طابع قبلي وجهوي لم تفلح في شد عضده، ردعتها الجماهير بمليونية الحكم المدني. ثالثا عمدت محاولة البرهان الي خلق ضائقة معيشية وتجفيف الأسواق لخلق حاله من التذمر بين الجماهير مدعما ذلك بالسيولة الأمنية وزعزعة أمن المواطنين بعصابات النيقرز وكتائب ما يعرف بالتسعة طويلة وذهب الى أبعد من ذلك بإعلان التصدي للخلايا الإرهابية لكنه لم يفلح في فتح ثغرة في صف الجماهير المطالبة بالحكم المدني. وكانت آخر المحاولات تقليد اعتصام القيادة بالتحشيد المأجور في باحة القصر الجمهوري تحت حمايه القوات النظامية فردّت عليه الجماهير بزلزال 21 اكتوبر المجيد بمليونيات انتظمت كل مدن السودان. فكل هذه الخطوات والتي كانت تسير في اتجاه الانقلاب قوبلت بالرفض الحازم وانتهت الي الفشل الذريع، ورغم هذا الفشل البائن غامر البرهان بتنفيذ الانقلاب البائس والذي هبت الجماهير لمنازلته ساعة إعلانه، معلنة العصيان المدني والاضراب السياسي والمظاهرات الهادرة والتروس المتينة وهذا يعني تحديدا أن الجماهير قد بدأت منازلة البرهان من الخطوة الاخيرة في مسار الثورات (كش ملك) اذ أن الشارع كان كامل الجاهزية وجذوة الثورة متقدة. ومما يزيد من فرص نجاح الانقلاب الصفرية الاجماع العالمي والاقليمي علي رفض الانقلاب وعلي رأسهم الولاياتالمتحدةالامريكية والاتحاد الافريقي والاتحاد الاوربي وقرارات مجلس الامن الصارمة والصادمة للبرهان . لذا نقول أن انقلاب البرهان ال دقلو ولد ميتاً وأي تفاوض معه هو ضرب من السفه وطوق نجاة لمجرم حرب وخائن عهد يجب ان يحاسب. [email protected]