كيف يمكن لبلادنا الخروج من المأزق الذي دخلته بسبب انقلاب البرهان و حميدتي؟ الاجابة علي هذا السؤال تتطلب معرفة السبب الحقيقي الذي دفع البرهان و حميدتي لتنفيذ انقلابهم الانتحاري . لا أعتقد أن السبب هو عدم موافقة حمدوك علي حل مجلس الوزراء أو حل لجنة التمكين , أو لتوسيع دائرة المشاركة. السبب الحقيقي هو خوف البرهان و حميدتي من نتائج التحقيق في فض الاعتصام , خاصة وأن النتائج ستظهر في وقت لن يكون فيه البرهان رئيسا لمجلس السيادة. فكما قال أحد السياسيين (للأسف نسيت أسمه) فإن الجنود الذين ارتكبوا مذبحة فض الاعتصام لم يهبطوا علينا من السماء، مرتكبي المذبحة من الجنود الذين يتبعون للجيش او للأستخبارات مسئول عنهم البرهان و جنود الدعم السريع مسئول عنهم حميدتي. و منطقيا لم يكن فض الاعتصام ليتم دون أوامر صريحة من البرهان و حميدتي. أذن فتقرير لجنة أديب التي يعرف البرهان و حميدتي سلفا نتيجتها و التداعيات التي ستنجم عن أعلانها خلال الفترة الانتقالية هي مايخشانه. هما و من معهما من الضباط والجنود علي استعداد لفعل اي شيئ لتجنب ذلك .لو أتفقنا علي أن السبب الحقيقي للأنقلاب هو هذا الهلع , اذن ماهو الحل؟ لاأعتقد أن هنالك اي سياسي سوداني، حمدوك او غيره , لديه صلاحية لاصدار عفو عن مرتكبي مجزرة فض الاعتصام أو أعطاء حصانة لمن قام بتلك الجريمة، مادون ذلك وأعني التنازل الوحيد الذي بأمكان قحت و حمدوك تقديمه هو تأخير اصدار نتائج التحقيق ومايتبعه من محاسبة لتقوم به سلطة قضائية في اول حكومة منتخبة بعد انقضاء الفترة الانتقالية. هذا المقترح لتجميد اصدار تقرير لجنة أديب لما بعد تشكيل الحكومة المنتخبة ربما يقبل به البرهان و حميدتي ان هما فهما بأنه ليس هنالك حاليا اي شخص او مجموعة لها صلاحية اعطاءهما اي حصانة وان هذا اقصي ماتستطيع سلطة الفترة الانتقالية فعله، ولكن ان قبل البرهان و حميدتي هذا الحل وتم مقايضته بالغاء الانقلاب وكل مانتج عنه، فهل ستقبل قحت بذلك؟ ثورة شعب شيلي التي أطاحت بالجنرال بينوشيه واجهت نفس المأزق – جنرال يرفض ترك السلطة لخوفه من محاسبته علي المجازر التي إرتكبها – إلا أنهم تمكنوا من تحقيق العدالة والاقتصاص من بينوشنه و جنرالاته بالتدريج. إذا وعدوه بحصانة إن هو ترك السلطة وأوفوا بوعدهم مؤقتا (ضمنوا له منصب القائد العام للجيش , ثم بعد ذلك وافقوا علي تنصيبه سيناتور مدى الحياة) ثم لاحقا تم إعتقاله و توجيه اكثر من 300 تهمة له . ومات ذليلا و هو قيد الاعتقال! [email protected] مدونتي: https://hussein-abdelgalil.blogspot.com