1- عندما اندلعت شرارة 21 اكتوبر السودانية في عام 1964، الذي كان وقتها حدث فريد ونادر في المنطقة الافريقية والعربية، اتجهت انظار دول العالم بكل احترام الي الشعب السوداني – المعروف بالطيبة والوداعة – واستطاع ان يتخلي مؤقتآ عن الطيبة ويثور في غضب عارم ضد سلطة العسكر وينهي حكم استبدادي استمر لمدة ستة سنوات، ثورة 21/ اكتوبر السودانية التي مهدت للشعوب المغلوبة ان تثور علي جلاديها. 2- وجاءت انتفاضة يوم 6/ ابريل عام 1985، لتؤكد للعالم ان هذه الانتفاضة هي امتداد لثورة 21 اكتوبر، وخاصية في طبيعة شعب السودان الذي يرفض بشدة حكم الجنرالات. 3- الاطاحة بنظام الرئيس المخلوع في يوم 6/ ابريل عام 2019، لم يكن غريبآ وقوعه حدوثه بسبب الفساد الذي نخر في عظامه، وتكاثرت عليه الانتقادات الدولية والاتهامات الخطيرة من كل حدب وصوب، وصلت الي حد ان محكمة الجنايات الدولية فتحت ملفات كثيرة تخص الاغتيالات والتصفيات الجسدية والمجازر التي وصل تعدادها الي اكثر من (350) الف شخص بحسب احصائية قديمة صدرت من الاممالمتحدة عام 2005 بعد توقيع اتفاقية السلام، ان سقوط نظام البشير قد اكد بالدليل القاطع والملموس ان الشعب السوداني مازال علي عهد القديم لا يرضي بالخنوع وحكم (الكاكي). 4- ما وقع في السودان من احداث كبيرة وخطيرة بعد انقلاب الفريق أول /عبدالفتاح البرهان في يوم 25/ اكتوبر الماضي، والثورة الشعبية العارمة التي اندلعت بعفوية ضد هذا الجنرال الذي لم يقرأ تاريخ الانتفاضات، جلبت معها تدخلات اجنبية بكثافة شديدة لم تكن موجودة مثلها في ثورة 21 اكتوبر، ولا في انتفاضة 6 ابريل، ولا في انتفاضة ديسمبر 2018، انقلاب البرهان فتح الباب علي مصراعيه ليدخل منها متي شاءت من دول وحكومات اجنبية ومنظمات اقليمية ودولية. 5- هذا المقال عبارة عن رصد للدول والحكومات والمنظمات الاجنبية التي كان لها دور سلبي او ايجابي في احداث السودان خلال الفترة من يوم 25/ اكتوبر وحتي اليوم 4/ نوفمبر 2019: – اولآ- المنظمات الدولية: (أ)- ادانت منظمة الاممالمتحدة انقلاب البرهان بشدة، وأدان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش "الانقلاب العسكري الجاري في السودان، داعيا إلى "إطلاق سراح رئيس الوزراء حمدوك وجميع المسؤولين الآخرين على الفور". ودعا الأمين العام إلى "إعادة التشكيل الفوري لترتيبات الحكم المنصوص عليها في الوثيقة الدستورية." وأكد أيضا أن "الاحتجاز غير القانوني لرئيس الوزراء والمسؤولين الحكوميين والسياسيين أمرغير مقبول ويتعارض مع الوثيقة الدستورية والشراكة الحاسمة لنجاح المرحلة الانتقالية في السودان"، مطالبا "بالإفراج الفوري عن رئيس الوزراء وجميع المعتقلين تعسفيا." (ب)- أعرب "الاتحاد الأوروبي" والأممالمتحدة وألمانيا عن القلق البالغ بعد أنباء حدوث انقلاب في السودان. دعا الاتحاد الأوروبي إلى إعادة العملية الانتقالية في السودان لمسارها الصحيح. (ج)- "الاتحاد الإفريقي" ادان بشدة الانقلاب الذي نفذه العسكريون في السودان، معلنا تعليق عضويته، داعيا إلى "الاستعادة الفعلية للسلطات الانتقالية". وفيما جمد البنك الدولي مساعداته، التقى المبعوث الأممي للسودان بالبرهان وحمدوك. (ج)- جامعة الدول العربية: كعادتها التزمت بمسك العصا من منتصفها!! (د)- "مفوضة الأممالمتحدة لحقوق الإنسان" تدعو الجيش السوداني للرجوع عن موقفه. (ه)- مشروع قرار لمجلس حقوق الانسان يرفض الانقلاب العسكري، وتعيين خبير لرصد الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في السودان… ومفوضية مجلس حقوق الإنسان تطالب الجيش السوداني بالتراجع. (ز)- "مجلس حقوق الإنسان" يطالب "بعودة فورية" لحكومة السودان المدنية.ونواصل رصد مواقف الدول والحكومات الاجنبية والمنظمات الاقليمية والدولية تجاه احداث السودان من خلال ما تم نشره في الصحف العربية والعالمية.