البرهان في مازق وقد انعدمت كل الخيارات امامه وفقد كل ثوب مكره في لحظة شهوة واستبداد وطيش ولم يفلح في قراءة المشهد جيدا ولم يستعن بحليف حصيف ليعكس له دلاهيز السياسة وخبايا منعرجات خطواتها فمشى بلا وعي الى جب الخطر تتربصه الاعين وتلتف حول عنقه المخاطر مثل ثور الخزف يركض في كل صوب بلا هدى يكسر ويحطم كل ما يقف امامه ولا يبالي وما لم يفقهه انه ما ترك امامه خيار لمهرب ولا سبيل لنجاة وما أسهل صنع الأعداء وما أصعب تمحيص الأصدقاء وكسب الاوفياء. لقد سقطت اقنعته الزائفة وتبينت نواياه الماكرة و في حلبة الصراع السياسي خسر الرهان فلم يترك مساحة للمراوغة ولا حيز للرجوع لقد رمى بكل ما في جعبته من سهام لتطيش به صوب المزبلة والنهايات الحتمية ,لم تعد امامه من سبل فكل الطرق الان باتت مزروعة بالألغام والشوك الدامي و في الذاكرة ترسخت قناعات ان ثوب الغدر شيمة وطبيعة وان الثقة مفقودة, ولم يعد هناك ما يدثر خبث ودهاء الرجل ويخيب ظن الناس فيه بان لا عهد لخائن ولا ذمة لمجرم . لم تغب من الذاكرة فواجع الامس وتجف نزف الجراح ولم يتوقف سيل الدمع ونكبات المكلومات بعد في الفقد حتى بات كل شيء يعود بنا في نفس اتجاه المأزق ويعيد نفس سبل الهلاك ومشاهد الموت وشوارع الكارثة، ان الندوب تركت اثر مفجع والغدر بين فجوة الحماقة والى اين تمضي بنا مكاره الاقدار وما عاد من سبيل لقد انغلق مسار الخروج وباتت الازمة اكثر تأزما وغوصا في عمق الهلاك وعدنا على جراح الموتى نكتب نصوص الماسي ونرص حروف المراثي ونصبر على مكاره المصير . وخزة : الوطن تتقاذفه أمواج الخطر وتلفه المخاطر والأزمات صنعت واقع مر والموت ما ترك من سبيل لحل ومن لم يستفيد من العبر لم يفيده الندم وقدبما يقول المثل الوقوع في الشبكات هين التأمل في الخروج .