القوات المسلحة تنفي علاقة منسوبيها بفيديو التمثيل بجثمان أحد القتلى    لماذا دائماً نصعد الطائرة من الجهة اليسرى؟    مصر تدين العملية العسكرية في رفح وتعتبرها تهديدا خطيرا    إيلون ماسك: لا نبغي تعليم الذكاء الاصطناعي الكذب    كل ما تريد معرفته عن أول اتفاقية سلام بين العرب وإسرائيل.. كامب ديفيد    دبابيس ودالشريف    نحن قبيل شن قلنا ماقلنا الطير بياكلنا!!؟؟    شاهد بالفيديو.. الفنانة نانسي عجاج تشعل حفل غنائي حاشد بالإمارات حضره جمهور غفير من السودانيين    شاهد بالفيديو.. سوداني يفاجئ زوجته في يوم عيد ميلادها بهدية "رومانسية" داخل محل سوداني بالقاهرة وساخرون: (تاني ما نسمع زول يقول أب جيقة ما رومانسي)    شاهد بالصور.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تبهر متابعيها بإطلالة ساحرة و"اللوايشة" يتغزلون: (ملكة جمال الكوكب)    شاهد بالصورة والفيديو.. تفاعلت مع أغنيات أميرة الطرب.. حسناء سودانية تخطف الأضواء خلال حفل الفنانة نانسي عجاج بالإمارات والجمهور يتغزل: (انتي نازحة من السودان ولا جاية من الجنة)    البرهان يشارك في القمة العربية العادية التي تستضيفها البحرين    رسميا.. حماس توافق على مقترح مصر وقطر لوقف إطلاق النار    الخارجية السودانية ترفض ما ورد في الوسائط الاجتماعية من إساءات بالغة للقيادة السعودية    الدعم السريع يقتل 4 مواطنين في حوادث متفرقة بالحصاحيصا    زيادة كبيرة في أسعار الغاز بالخرطوم    قرار من "فيفا" يُشعل نهائي الأهلي والترجي| مفاجأة تحدث لأول مرة.. تفاصيل    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    الأحمر يتدرب بجدية وابراهومة يركز على التهديف    كاميرا على رأس حكم إنكليزي بالبريميرليغ    ردًا على "تهديدات" غربية لموسكو.. بوتين يأمر بإجراء مناورات نووية    لحظة فارقة    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    كشفها مسؤول..حكومة السودان مستعدة لتوقيع الوثيقة    يحوم كالفراشة ويلدغ كالنحلة.. هل يقتل أنشيلوتي بايرن بسلاحه المعتاد؟    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    وزير الداخلية المكلف يقف ميدانياً على إنجازات دائرة مكافحة التهريب بعطبرة بضبطها أسلحة وأدوية ومواد غذائية متنوعة ومخلفات تعدين    صلاح العائد يقود ليفربول إلى فوز عريض على توتنهام    (لا تُلوّح للمسافر .. المسافر راح)    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الأحد    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الأحد    برشلونة ينهار أمام جيرونا.. ويهدي الليجا لريال مدريد    الجنرال كباشي فرس رهان أم فريسة للكيزان؟    الأمعاء ب2.5 مليون جنيه والرئة ب3″.. تفاصيل اعترافات المتهم بقتل طفل شبرا بمصر    دراسة تكشف ما كان يأكله المغاربة قبل 15 ألف عام    نانسي فكرت في المكسب المادي وإختارت تحقق أرباحها ولا يهمها الشعب السوداني    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    شاهد.. حسناء السوشيال ميديا أمنية شهلي تنشر صورة حديثة تعلن بها تفويضها للجيش في إدارة شؤون البلاد: (سوف أسخر كل طاقتي وإمكانياتي وكل ما أملك في خدمة القوات المسلحة)    الأمن يُداهم أوكار تجار المخدرات في العصافرة بالإسكندرية    العقاد والمسيح والحب    الموارد المعدنية وحكومة سنار تبحثان استخراج المعادن بالولاية    بعد فضيحة وفيات لقاح أسترازينيكا الصادمة..الصحة المصرية تدخل على الخط بتصريحات رسمية    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حول جائزة نوبل لليمنيّة توكّل كرمان: التراجيديا اليونانية مستمدة من أسطورة يمنية
نشر في الراكوبة يوم 18 - 10 - 2011

ليس غريبا أن تحصل على جائزة نوبل أول امرأة عربية من اليمن، فاليمن لعب دورا كبيرا في تاريخ الثقافة البشرية. نعرض نص ما كتبه المؤرخ الفرنسي بيير روسي Pierre Rossi في كتابه (وطن إيزيس تاريخ العرب الصحيح) الصادر في باريس سنة 1976، ونستمد النصوص من التراجمة العربية للكتاب، يقول روسي.
المسرح اليوناني كان في بدايته، وعلى صورته التي بقي عليها رغم التغييرات الخارجية، أعني نشيدا دينيا، ومأساة موسيقية دينية، أي صلوات لديونيسوس، وكل يعرف أن كلمة مأساة [تراجيدي trag'die] التي يسمى بها هذا المسرح تتألف من تراغوس Tragos أي الجدي، وأودْ ode أي النشيد، ويمكن أن تترجم ب [نشيد الجدي] او نشيد للجدي. وهي إشارة إلى الإله الذي عاش مستخفيا في البلاد العربية السعيدة اليمن في صورة جدي، فكلمة تراجيديا يمكن أن تترجم أو تفسر عل أنها (نشيد الجدي أو نشيد للجدي)، ذلك لأن التراجيديا اليونانية هي قبل كل شيء نشيد ودعاء موجه إلى السماء من بشرية قهرتها الأقدار الكونية. ولا يكاد يمثل الفنانون على الخشبة إلا تمثيلا قليلا، لكنهم ينشدون. فالمنشدات من الجوق: يرتلن ويرقصن بينما رئيس الجوق يشارك الممثلين ويصرف الإنشاد. وكانت الموسيقى شرقية، وقد أكد سوفوكل في رسالة (الرقص الغنائي) التي كتبها في شبابه، غلبة الألحان الفريجية، ويمكن تحديد التراجيديا اليونانية أحسن تحديد على أنها غناء وتساوق بطيء، وصلاة وملحمة وقربان. وكان المشاهدون يشاركون الممثلين في الرقص والإنشاد والترتيل، وكذلك الأمر في الحفلات العربية في عصرنا، إن الحفلة العربية كالمسرح اليوناني الكلاسيكي، لا تمثل لكنها تمجد وتحتفل. إن الحفلة أو (الفرح) العربي والمسرح الديونيسي بهذا المفهوم حفلتان عموميتان. (صفحة 94- 93).
إن (سموتراسsamothrace ) المكان المقدس الذي يوجد به معبد الكابير Cabires بأثينا هي تسمية عربية خالصة، وفي ذلك دليل على أن على أن الألفاظ العربية كانت مستعملة في اليونانية عبر انتشار الآرامية العربية. ويوم كيبور العبري هو اليوم الكبير (صفحة 100). ومن بين الأولياء وأنصاف الآلهة ورفقاء الآلهة الفلسطينية من يحظون بالإعجاب، مثل ملقارت مبدع الكتابة ومسخّر الأسود الذي يذكر بجلغامش؛ ونكتشفه بعد ذلك في هرقليس الذي استطاع بقوة ساعديه أن يبعد أعمدة مضيق جبل طارق ليفسح الطريق للمراكب الفلسطينية وهو مستمد من هملقار الاسم الكنعاني (صفحة 85).
بيير روسي الفرنسي والعروبة:
أروع ما كتب في أوروبا كتاب العالم الفرنسي بيير روسي Pierre Rossi( وطن إيزيس: تاريخ العرب الصحيح:La Cit' DIsis :Vraie histoire des Arabes ) ) الذي طبع سنة 1976 بباريس: فقد تعقب الحضارة الإنسانية من خلال اللاهوت والمعتقدات الوثنية والمنزلة منذ آلاف السنين، وأثبت حقيقة أن جذور الحضارة الإنسانية وبخاصة في مهدها بالبحر المتوسط كانت عربية: فهو يقول: 'أن الثقافة اليونانية والثقافة الرومانية اللاتينية ما هما إلى شرفة صغيرة في صرح الثقافة العربية الكبير، وأن النزعة التعصبية الأوروبية أخفت هذه الحقيقة لتبرز زورا أن جذور الحضارة الأوروبية يونانية'. ومن الغريب أنه يتفق مع العالم الكبير العراقي العربي أحمد سوسة في كتابه (حضارة العرب ومراحل تطورها عبر العصور) الذي طبع ببغداد سنة 1979 والذي تتبع فيه جذور الحضارة الإنسانية العربية عبر الآثار الأركيولوجية في بلاد الرافدين. وعندما كنت سفيرا بالعراق سألت سوسة سنة 1979، إن كان قد اطلع على كتاب روسي، فعلمت أنه لا يعرف عنه شيئا بسبب اللغة فلغته الأجنبية الإنكليزية. وأنصح الشباب العربي أن يقرأ هذين الكتابين.
سأحاول أن أورد فقرات من كتاب روسي، من الترجمة العربية الجيدة التي تمت وطبعت بالجزائر سنة 2006 والتي قام بها الأستاذ مولود طياب والذي نشره المجلس الأعلى للغة العربية. لأن روسي ينصف التاريخ العربي أفضل من المؤرخين العرب أنفسهم، ويعتبر أن أصل الثقافة البشرية عربي، وأن جذر اللغات بالدنيا هي اللغة العربية، وإلى القراء مقتطفات من الكتاب حيث أنني سأطيل فيه نوعا ما:
جذر الحضارات: ومع هذا فإن تاريخ الشرق وتاريخ الغرب بأجمعه، إنما تم وجرى تحت سيل نور آسيا أمّ الشعوب وتحت سماء النيل وفي رحابه، وأن مصر وبابل قد جمعتا الإيحاءات الجبارة التي تولدت عنها الحضارة العربية الكبرى التي أذاعت، منذ فجر العصور، معارفها وأسلوبها في الحياة، في جميع الأقطار الواقعة بين الهندوس والتاج والنيل الأزرق والبلطيق، ولم تكن أثينا وروما إلا صدى وانعكاسا لهذه الحضارة... إن أوروبا ليست هي مركز العالم، ولا هي مرآة الخير الأسمى، إنها بصفتها بنتا للشرق الإفريقي الآسيوي لا تمثل في هذا المحيط من الفضاء والزمان إلا منطقة تعمل فيها طاقات ذات جذب نحو الشرق المذكور. (ص 9 10 من المقدمة)
إن هذه الأمم المسماة بالسامية زعما وتضليلا هي عربية في الأصل .. إن المشرق بلاد إمبراطوريات قد عاش على وتيرة منسقة وحياة خمس إمبراطوريات هي: الإمبراطورية المصرية، والبابلية، والرومانية، والبيزنطية، والخلافية الإسلامية.. (ص 37). لقد نشأت حضارتنا خلال العصور في مثلث محصور بين البسفور والنيل وسوز عاصمة العيلاميين، وقد أنجبتها شعوب مصر وكنعان والأناضول والأشوري البابلي التي تنتمي إلى أسرة واحدة هي الأسرة العربية.. (ص 38 ) ولنتأمل خريطة تمثل بلاد المشرق حضارات كبرى تظهر وتمّحي وفقا للمأساة التي ترجع إلى الألف الخامسة قبل الميلاد، إذ لا يسمح لنا جهلنا بالرجوع إلى أبعد من ذلك، هذه الحواضر التي سطعت أسماؤها أربعة: ممفيس، وصور، وبابل، وسوز، وقد خلَفتها ستُّ حواضر أخرى هي الإسكندرية، وقرطاج، وروما، وأنطاكيا، وبيزنطة، وسلوقية، وأخيرا ثَمَّة اسم يسطع وحده هو بغداد، الحاضرة التي تعتبر خاتمة لانفجار ثقافة جذبت وراءها من قبل أثينا وقرطاج، وسراكوز، وكوم Cumes. ولكن مراكزها الكبرى بقيت في مصر وبلاد ما بين النهرين. وباستثناء هذه المدن المشهورة فإن باقي خريطة المشرق يسود فيها الظلام، فلا نتبين فيها لا تيماء في شمال الحجاز، ولا مأرب في اليمن اللتين تشهدان مع ذلك على أنه كانت توجد في تلك العصور البعيدة وحدة ثقافية تضم سكان الصحراء العربية والممالك النهرية الغنية، أعني بين 'الساميين الجنوبيين والساميين الشماليين كما يمكن أن يقول علماؤنا الذين يتخوفون من النطق بكلمة العرب'.. (ص 39 ) .
وفقا لتتبع الأديان الأرضية والمنزلة: الأسطورة تقول بأن الإله ممنون ولد في سورية، أو الأناضول، أو في مصر العليا، إنه بطل عربي، معروف، وكان له ضريح على الضفة الآسيوية من الدردنيل، ويقال إن أسرابا من الطيور المجسدة لأراوح رفاقه الخالدة تحضر كل سنة وتتفرق إلى جمعين متعارضين لتتقاتل في الختام، وتطلق بكاء على وفاة ممنون.. (ص 45 ) إن تفسيرنا لأشياء المشرق سيتحرر من سلطان الأحكام الشائعة، عندما نعدل عن استمداد علم التاريخ من التوراة.. (ص 49)
ويتعرض للملك الفارسي الكبير دارا الذي غزا نينوى بابل، (ومن المعلوم أن الغازي يفرض لغته على المغزو، لكن حدث العكس فقد أخذ اللغة الآرامية لغة أرض الرافدين ورسمها في المنطقة الواسعة التي سيطر عليها: مقدم البحث.)، يقول روسي: 'ألم يحرر دارا في الخمسمائة سنة قبل الميلاد القانون المصري بالآرامية لتطبيقة في سائر بلاد الإمبراطوربة؟' (ص 43) الآرامية حظيت باستعمال واسع فصارت ابتداء من القرن السابع ق. م، لغة الحديث المشتركة Koine في سائر البلاد الآسيوية من حدود النيل إلى الهندوس في الفضاء العربي بالتحديد..
إن اليونانية كانت لغة ناقلة، فالمدد الثقافي والعلمي والديني الكبير، إنما جاء من العرب، فلا يجوز على هذا أن نقلب الأدوار، وأن نجعل من اليونان الذين كانوا ورثة فقط، آباء لأسلافهم الروحيين.. إن اليونان كانوا يسمون نجوم [الدب الأصغر] مجموعة فونيكة لأنها هي التي كان يسترشد بها بحارة صور وصيدا.. (ص62 63) .
يقول هرقليت اليوناني: 'إنه توجد قطعا قوانين صدفة ويضيف الرواقيون Stoiciens أتباع زينون قائلين: إن كل شيء يجري طبقا لإرادة الرب الأعلى، فهنا كما في مصر اعتقاد بالرب الأبدي المهيمن المجيد ويدعى( إلْ) التسمية التي تطورت بعد ذلك إلى الله، وإلى هِل في اليونانية البدائية وإلى هيلوس في اليونانية الكلاسيكية، أي الشمس .. (ص 73 74). (في لسان العرب لابن منظور كلمة الإلُّ تعني الله: مقدم البحث) .
كانت إزيس المصرية تقابل عشتار البابلية .. هيرودوت يقول: 'بأن الفرس سموا عشتار باسم مثرا' ومعنى هذا أن جميع الآلهة البابلية كانت في المعبد الفارسي فبل عهد سارا، كما كانت قبل ذلك في المعبد المصري.. (ص77 ).. إن التنقيبات بصدد الانطلاق في شبه الجزيرة العربية ولنراهن على أنها ستؤدي بنا إلى مفاجآت وستكشف لنا العلاقات المتينة المختلفة التي ألّفت شبكة العروبة منذ أقدم العصور.. ص 65. عشتار: الربة النجمة. ص 71. يرى المؤلف أن الآلهة اليونانية منحدرة من الآلهة العربية: 'إيزيس المصرية تقابل عشتار البابلية.. وفينوس وأفروديت التي تسميها الأساطير اليونانية باسمها البابلي وهو سلامبو ص 86، كلها صدى لطبيعة عشتار. الإله الغالي بيليم هو بعل. كلها مستمدة من الإله الأكبر إلْ العربي..إن بعل الكنعاني هو رب سائر الطاقات الأرضية وهو معبود في كل مكان: بعل هرمون، بعل فيقور، بعل ستور، بعل سيدونو، بعل بك، إلخ.. وهو يدعى باسم أدوناي وهو أدونيس العربي ص 86 وهي أسماء عربية كلاسيكية وليست عبرية.. رب البحر زبيل يمّْ [اليم بالعربية بحر: مقدم البحث) المتحالف مع نهار أي النهر.. زيوس تزوج بالفلسطينية سميلة أو شملة بالعربية بنت كدموس ملك صيدا ..( ص 91)
في الفلسفة: جميع فلاسفة اليونان بدون استثناء، يعترفون بانتمائهم إلى المشرق، وبكونهم من تلامذته. كلهم تقريبا قد ولدوا بالمشرق أو جالوا فيه مدة طويلة.. ص 119. إن الفلسفة اليونانية تبينت وتهيكلت ابتداء من القرن السادس ق. م، خارج حدود شبه جزيرة اليونان، في آسيا في المراكز الفلسطينية بإيطاليا الجنوبية، وكان فيثاغورس ساموس، وهرقليت إيفيز وبرمنيد إيلي [فيلسوفان يونانيان بالقرن الخامس ق. م]،، هم كبار الممثلين لها.. وعلى كل حال فقد وجدت فلسفة بلغة آرامية لدى اليونان قبل أن تسلك الطريق بلغة اليونان... ص 120. إن آسيا لم تأخذ شيئا من الهلينية، بل إنها أمدتها بكل شيء، إن أثينا قد أخصبت روما، لكن لم تخصب لا الإسكندرية، ولا بابل، ولا مكة، ولم يقدم أفلاطون أي شيء إلى العالم العربي، كما لم يفعل أرسطو.. ولكننا نحن الذين جعلنا من اليونان بلادا مصدرة للمعرفة البشرية، لا هم. كان أفلاطون يعترف بكل تواضع بأنه تلميذ مطيع. وقد ذكر في التيمي أن قسا مصريا قال لصولون كأب نصوح: 'إنكم أيها اليونان أطفال لا غير'، فلنقدر الأمور حق قدرها ولا نكن أحرص على سمعة اليونان من اليونان... اليونان هم الذين نشروا أسرار الشرق.. ص 121. ماذا كان يعلم فيثاغور بالضبط؟ إنه كان يعلم ما كان أهل المشرق يعرفونه منذ رمن طويل: وهو 'أن الله ليس له جسم ولا رأس كالبشر، ولكنه عقل مقدس لا يمكن وصفه'.. ص 123. إن أحسن تفسير لفيثاغور وهرقليت، النصوص النصوص المقدسة الفلسطينية والبابلية.. ص 129. إن حياة أفلاطون أكثر فائدة من غير شك، قصد إلى مصر لاستكمال دراسته، وقد أقام بها مدة طويلة، ثم رحل إلى ليبيا واستقبله في قرنية (برقة) تيودور الفيثاغوري.. ومنها إلى البلدان العربية وإلى البلدان المتأثرة بقوة بالفكر الفلسطيني والسياسة الفلسطينية. وقد بيع كعبد رقٍّ أثناء الحرب بين إيجين وأثينا فاشتراه ليبيّ وأعتقه.. ص 130. إن أرسطو تلميذ للمشرق.. ولم لا نحاول البحث عن كفلاء أرسطو في آسيا بدل اليونان؟ ومثل هذا السؤال هو السؤال الذي يجب طرحه بدون عناء، على من يريدون أن يحصروا التاريخ في السُّرَّة الأوروبية ويتركون في الخفاء هذه الفضاءات والبلدان التي جادت لآوروبا بنورها.. ص 137. فخلفاء أرسطو ابرزوا الطبيعة الفيزيائية للفلسفة، بينما أكد آخرون السمة الأخلاقية. وقد عنيت المدرسة العربية في ليبيا بقيادة أنتستان وأرستيب القرني (البرقوي) بإبراز دور الحواس واللذة والألم المحددين للسعادة بأنها التوازن بين الأجزاء المختلفة من جهاز بدننا.. ص 138. وفي مقابل المدرسة العربية الليبية التي أحيت الفيزياء الذرية، كانت مدرسة عربية أخرى، هي مدرسة الفلسطيني زينون دوستيوم الذي كان حوالي 315 ق.م، يسيّر في قبرص مؤسسة توريد وتصدير ويعتبر مؤسسا للرواقية Stoisme. ص 139 .
إن الفلسفة اليونانية انطلقت من المشرق وآلت إلى المشرق، لتسود في مصر وسورية وفلسطين. وابتداء من القرن الأول المسيحي أحيا السوريةن ليبانيوس ونومينيوس دايامي فلسفة فيثاغور والأفلاطونية، وأذاعاها، بينما اشتهر في مصر أربعة أسماء في أفق الفلسفة العالمية؛ وهي فليون اليهودي، وأمونيوس سيفاس، وفلوطين الأسيوطي في النيل الأوسط، وبرفير. وهذا من غير إدراج أنتدور دوكانا أستاذ الإمبراطور أغوسط، ودوجين البابلي، وأبو لودور العراقي السلوقي ومن دجلة، وسوسوس الأسكلوني، إلخ... وأخيرا إن التوراة والإنجيل قد حررا وشرحا باللغة اليونانية، كشاهد على انسجام واستمرار ثقافة كانت عربية في بدايتها، ثم انقلبت عربية إيجية ابتداء من منتصف الألف الثانية ق. م، وغزت بعد ذلك غربنا أي أوروبا.. إن كل ما هو أساسي في ثقافتنا، إنما نشأ باستمرار في البلاد اليونانية الآرامية لا في غيرها من البلاد، وإن غربنا أي أوروبا المستهلِك الناقل لهذه الثقافة لم يكن هو المبدع لها (ص 140 141.)
' في الفلك: كان اليونان يعترفون دائما. في مجال العلوم بأنهم تلاميذ مصر وبابل، وأفاد أفلافيوس جوزيف 'بأن علوم الكلدان انتقلت إلى المصريين بواسطة إبراهبم، ومن المصريين انتقلت إلى اليونان'. وحسب الأساطير إن الاكتشافات الكلدانية الفلكية الأولى ترجع إلى أربعمائة وسبعين ألف سنة (4700 سنة قبل الميلاد.. إن سرجون الأول الذي ملك سنة 3800 ق. م، عمل على تكوين مكتبة فلكية، وقد عرفت بابل في ساعة مبكرة مبادرة الاعتدالين، ودورات خسوف القمر، ومكان الكواكب القارة، والسنة المؤلفة من 365 يوما وربع اليوم. ونظام الحساب العشري أو الإثني عشر، مجموع الستين، فالدائرة مقسومة إلى 360 درجة، والدرجة مقسومة إلى 60 دقيقة، والدقيقة مقسومة إلى 60 لحظة.. لم يملك اليونان قط مرصدا فلكيا، كما أنه لم يكن لروما مرصد، بينما كانت البلدان العربية من النيل إلى الهندوس مجهزة بها. كانت اليوميات الروزنامات اليونانية الرومانية غير سليمة حتى صححت في عهد قيصر.. وقد كلف سوسيجنس وهو عربي من الإسكندرية بإصلاح التقويم الروماني (المناخ). فاليومية التي دعيت بيومية جوليان ينبغي أن تسمى يومية الإسكندرية.. ص 143 144 145. الأرقام العربية التي وصلت لنا من واحد إلى تسعة، وقد كان اليونان قبلها يستعملون الحروف الأربعة والعشرين التي تتألف منها أبجديتهم بترتيبها، وأخذوا عن الفلسطينيين ثلاثة أرقام على الأقل: رقم ستة Episomon والكوبا، وقيمة تسعون.. الموازين والمكاييل أخذه اليونان عن العرب تدريجيا ولم تكتمل لديهم إلا بعد أن أقام صولون الأثيني بمصر وأحضرها معه.. ص 148 149. من المضحك أن المستشرقين عندنا أثنوا على العرب وشكروهم على أنهم نقلوا لنا علوم اليونان وتقاليدهم، بعد أن ترجموا لنا نصوصهم الدينية أو الفلسفية. ونراهم على أنه لا بد من فترة جيل لمحو هذا الخطأ من علمائنا.. (ص 153 )
اليونان والعالم الآرامي والآرامية: عمل الإسكندر الأكبر المقدوني على ولنفكر في ذلك جيدا ضمِّ اليونان إلى العالم الآرامي، بعد أن كانت لا تنتمي إليه إلا ثقافيا. كان الإسكندر على هذا مرتبطا مع أغلب المسؤلين المدنيين والعسكريين في الإمبراطورية البالبلية.. كان من حرصه أن زار سائر مقاطعات الولابات المتحدة الآرامية.. كان ينوي أن يتقدم بزياراته إلى ليبيا وقرطاج وإيبيريا لكن الوفاة فاجأته..كانت اللغة الآرامية لغة الإدارة إما بالكتابة المسمارية أو بالحروف الهجائية الفينيقية أو المصرية.. إن الإسكندر بصفته ملكا آراميا، ينتمي إلى التقاليد التاريخية العربية، لكن أغلب المعلقين يتجاهلون ذلك، يرتكب تلامذتنا نفس الخطأ، فالإسكندر تسمية آرامية قديمة اكتسبها اليونان وحولوها إلى ألكسندروس Alexandros، فإذا كان العرب يسمون الإسكندر فليس ذلك تقليدا لابن فيليب المقدوني، بل إنه هو المدين لهم بذلك .. (ملاحظة من مقدم البحث: يلقب الإسكندر بذي القرنين كما ذكر في القرآن الكريم، واسم القرن في الأمازيغية البربرية إسْكْ) .. ترى النهضة العصرية القائمة اليوم باسم العروبة أو 'الأمة العربية' في هذه الوحدة هدفها الأسمى، فالمفكرون المدافعون عن العروبة ليسوا سوى منفذين لوصايا دارا والإسكندر.. (من ص 176 إلى ص 187).
العمارة: بعد أن تكلم روسي عن اليونان يفرد فصلا في كتابه عنوانه: (روما المستعمَرة المصرية: لقد بيعت روما للمشرق). يتكلم عن العمران فيقول: بينما أخذ اليونان من العمارة المشرقية الخط المستقيم الجاري به العمل في العهود الكبيرة، فإن روما التي لحقت أخيرا بالركب، استوحت النموذج الجديد ونقلت عن العمارة الآرامية الميل إلى الخط المنحني، وأكثرت من القبب والأقواس ذات العقد الكامل، وقلدت حتى القبة نصف الدائرة البابلية في فن العمارة. ولم يكن المسافر القادم من بلاد النيل أو من ضفاف الفرات يجد نفسه غريبا عندما يصل إلى روما.. وقد ثبت أنه كان بروما منذ ساعة مبكرة معماريون عديدون سوريون متخصصين في البناء والتزيين.. إن روما كانت خاضعة للشركات التجارية والمالية التي نعرفها اليوم باسم الشركات المتعددة الجنسيات وكان أصحابها من الفلسطينيين والمصريين واليونان والليبيين يسيطرون على نظامها المحكم. وعلى كل فإن روما تفكر وتعمل وهي متجهة للمشرق مستنيرة بالمشرق مجذوبة إليه.
يختم بيير روسي كتابه الرائع بفصل عنوانه( سلام الإسلام) نجاح محمد (صلى الله عليه وسلم) معناه أنه كان منتظرا، وقد تظافرت إلى تلقائية ما نزل عليه من الوحي ما كان يترجاه الشعب الآرامي، فانتصار الإسلام هو على هذا تجاوب محتوم بين دعوة ورجاء.. المهزوم في معركة القادسية هي أسرة الساسانيين، أما الشعب الفارسي فقد استقبل العرب بالأفراح، فانتصر التضامن الآرامي على العدو البيزنطي.. وابتعث (صلى الله عليه وسلم) والخلفاء من جهة أخرى اللغة الآرامية إذ أن القرآن ارتقى بلغة الشعب النيلي البابلي القديم إلى أسمى كمال في مبانيها ومعانيها وقواعدها. وبالفعل إن اللغة العربية هي أول لغة منظمة من لغات بشرية البحر المتوسط قبل لغة هومير، وهي التي منحت لها قوانينها. ذلك أنها منذ دعوة الرسول (صلى الله عليه وسلم) الذي ابتعثها لحياة عصرية، انتهضت من عهودها القديمة نقلت أصداءها العجيبة، ففرضت نفسها على ملايين البشر. وباللغة العربية يمكن لنا نحن الأوروبيين، أن نعيد قراءة كتبنا الدينية وتاريخنا، وسنرى الأشياء على أوضح ما يمكن. إن معرفة اللغة العربية سيعيننا، لا على تجاوز أفق أثينا وروما الضيق فقط، لكن على المساهمة الواسعة في مستقبل المجتمع الجديد، الذي يخلص من ظروفنا الغامضة. إننا على يقين من ذلك.. إن الغاية الحقيقية من الحملة الصهيونية في المشرق مفهومة بكل يسر، فما هي إلا حرب صليبية جديدة، تستجيب لأهداف استراتيجية واستلائية هيمنية.. لكن كان يهب باستمرار من المشرق تيار منعش يبعث الحياة في الفنون، المختلفة والتأملات الفكرية بأض الغرب [أوروبا]، لقد بقينا عربا بإيماننا، كما بقينا عربا بشكوكنا، ففي الأوروفيوOrf'o لمنتفردي التي تسبح فيها ألوهية الشمس، وفي الغابة الجهنمية التي يجوس فيها فهد دانتي، كما أن في العلم المعاصر الذي تسود فيه الذرة، يصعد في خفوت وباستمرار همس منابعنا المشرقية، ويكفي أن نعير الأذن لنعي ذلك.. وبالفعل ومن الصحيح أن المشرق يقترح على ذكائنا الخاطئ الواهي، وعلى النظرات الميكانيكية التي نتقمصها، وعلى صوابنا المحتضر، يقترح علينا الانبعاث وصعوده العسير. ويختم المؤلف كتابه الرائع بهذه الجملة: (نعم إن الحياة تنتظرنا في بابِلون [بابل] ).(من ص 259 إلى 271 .)
في المسرح: ذكرت ما ورد في صدر هذا المقال
هذا الكتاب، إنه أولا كاتب أوروبي، فلو قاله كاتب عربي لاتهم بالتعصب، وهو جدير بأن تقتنيه كل أسرة عربية
الخلاصة:
من خلال حديثنا عن توكّل كرمان كيمنية لا نعجب لأن اليمن قبل آلاف السنين كان العمق الحضاري للعرب، فالأمازيغ البربر بشمال إفريقيا هاجروا من اليمن واستقروا بالمغرب العربي، العمود الفقري للغة الحميرية اليمنية واللغة الأمازيغية البربرية وزن (أفعول)، الأمازيغة في مفرداتها تتضمن كلمات عربية عاربة وكلمات عربيية مستعربة، فأمر طبيعي أن تتصدر المرأة العربية امرأة يمنية.
رئيس الجمعية الجزائرية للدفاع عن اللغة العربية
القدس العربي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.