بيروت - جانيت نمور - رافقني صوت فيروز منذ الطفولة والى زوايا الملجأ الذي كنت احتمي فيه من حمم النار والحديد، وبعدها في غربتي الطوعية عن بلد أرهقني حبي له فيروز بالنسبة لي تختصر الكلمة والصوت واللحن، ولم اسأل نفسي يوما من كتب ومن لحن، بل كنت اترك نفسي تذوب مع الكل وروحي تحلق هناك "على حفافي العنب والتين"، وفوق "البيت اللي ناطر التلة"... لم تكن فيروز يوما بالنسبة لي امرأة متزوجة من رجل ولديه أخ وكل منهم يؤدي العمل المطلوب منه. هم لم يشاؤوا أن نعرف ذلك ونحن من المشرق إلى المغرب العربي لم نعارض الأمر. هناك الآن مشاكل قانونية وتحديد ورثة وحقوق مالية.. أمور لا تعنينا. اسعوا لحل لا يكسر أسطورة عمرها عقود... أنا .. وكثير من عشاق فيروز والرحابنة نريد أن يبقى شيء واحد على الأقل في لبنان فوق الانقسامات والاصطفافات على أنواعها.... خلافات الورثة تتناقل وسائل الأعلام العربية موضوع الخلاف الدائر بين ورثة منصور الرحباني من جهة والسيدة فيروز وأولادها من جهة أخرى كورثة لعاصي الرحباني. وكان كل من غدي وأسامة ومروان (ورثة منصور الرحبانى) قد تقدموا بدعوى ضد فيروز وإدارة "كازينو لبنان" رافضين فيها إعادة تقديم مسرحية "يعيش يعيش"، مطالبين بضرورة منعها من تقديم 25 عملاً للراحل منصور الرحبانى إلا بعد الرجوع إليهم. أثار هذا الأمر حفيظة الكثير من عشاق الرحابنة وفيروز ووسائل الأعلام اللبنانية والعربية. كما دفع أصدقاء فيروز إلى الدعوة للتضامن معها يوم الاثنين 26 تموز في وقفة صامتة أمام المتحف الوطني في بيروت دعما لها ورفضا لمنعها من الغناء. عشاق فيروز أكرم الريس من عشاق فيروز ويمثل عينة كبيرة من اللبنانيين الذين ترعرعوا وكبروا على صوت فيروز يدخل بيوتهم ويرافقهم في همومهم وأفراحهم. أكرم قال انه سوف يشارك يوم الاثنين في الاعتصام الصامت تضامنا مع فيروز "لأنني اشعر أنني معني بالأمر وعلي التحرك حتى ولو كان دوري بسيطا جدا. كل التفاصيل القانونية والمالية احترمها ولكن يجب أن تبقى في إطار معين، بغض النظر إن كانت هذه الأمور محقة أم لا، أما أن تصل الأمور إلى مرحلة تعطل إطلالة فيروز وتواصلها مع الناس، فهذا الأمر غير مقبول وارفضه. فيروز هي جزء من وجداننا وتكويننا وارث ثقافي كبير". انتصارا لفيروز الأمر نفسه ينطبق على عبده وازن مسؤول الصفحة الثقافية في صحيفة الحياة والذي قال إنه سوف يشارك في الاعتصام الصامت يوم الاثنين "ونرفع صوتا لا تحديا لأبناء منصور وإنما انتصارا لفيروز". المعركة العائلية يقول وازن "لا تهمنا لكن التراث الرحباني هو تراث إنساني وتراث لبناني شامل وهو لنا بقدر ما هو لهم". عشاق فيروز، هم عشاق منصور وعاصي وفيروز، هم عشاق الكلمة والصوت واللحن، يتحركون لدعم فيروز، حفاظا على ارث هو ملك للبنان وللعالم العربي وليس فقط لعائلاتهم. ما يحدث اليوم ليس مفاجئا، لكنه وصل إلى حد اقلق جمهور الرحابنة وفيروز. منع فيروز من عرض مسرحية "يعيش يعيش" كان الدافع إلى التحرك لدعمها يوم الاثنين في لبنان وربما في الوقت نفسه في بلدان عربية أخرى. مجرد موظفة وعن هذه المشاكل يقول وازن "إن مشكلة الإرث الرحباني مشكلة معقدة جدا لان كل شيء مسجل باسم الأخوين عاصي ومنصور، القضاء اللبناني لم يستطع أن يحسم الأمر، لكن أولاد منصور استطاعوا فعلا قانونيا أن يمنعوا فيروز من تقديم المسرحية، طالما لم يعطوها الموافقة كورثة لمنصور الرحباني. حجتهم ولو كانت قانونيا مقبولة لكن لا يمكن أن تحارب فيروز بهذا الشكل.. عيب. قامت حملة كبيرة في الصحافة اللبنانية والعربية دعما للسيدة فيروز لأنها رمز وليست مجرد مغنية كما يقول أبناء منصور ويعتبرون أنها مجرد موظفة كانت تغني وتقبض راتبا معينا، هذا كلام معيب. كما وجهوا إهانات وكلاما مسيئا جدا لها وهذا فعل ما كان منصور أو عاصي ليرضى عنه". بيان في المقابل صدر أمس عن أولاد منصور الرحباني بيان ردوا فيه على ما أسموه "حملات إعلامية مغرضة تناولتنا مؤخرا من بعض الأقلام." وحصر أولاد منصور الرحباني الخلاف في بيانهم على الشكل التالي "حقوق المؤلفين والملحنين وهي حقوق سامية ومكرسة قانونا وواجبة الاحترام" وجاء في البيان أيضا "فيكون الخلاف إذا مبدئيا من جهتنا وماديا من جهة فيروز التي تقاضت مبالغ طائلة عن تقديم العمل في دمشق والشارقة ممتنعة عن تسديد حقوق منصور الذي طالب بتطبيق المعايير المعتمدة عالميا في احتساب الحقوق. فهل إن المطالبة بهذه الحقوق يشكل منعا لفيروز من الغناء كما يدعي الغيارى عليها؟ فلو كانوا غيارى على تطبيق القانون لما حصل أي إشكال وكانت غنت فيروز للأخوين" كما جاء في البيان. الحور العتيق يوم الاثنين 26 يوليو –تموز سيتوجه محبو فيروز إلى بيروت، إلى المتحف الوطني، للدفاع عن رمز تخطى الوطن، مرتدين اللون الأصفر لأنه لونها المفضل، للإعلان عن دعمهم لها ورفضهم لما يحصل وسيستمعون سويا إلى تسجيلات غنائية بصوت فيروز تصدح في المكان. ونقل عن الفنانة المصرية الهام شاهين رغبتها بالانضمام لهذا الاعتصام السلمي الصامت، مثلها مثل العديد من الفنانين اللبنانيين والعرب والذين تأثروا بما يحصل. هذا الاستياء عبر عنه عبده وازن بالقول "واحد عندو فيروز، كنز ما بيحافظ عليه". أنا أشاطرك الغضب أيضا ولتبق الأسطورة تتوارثها الأجيال، علينا أن نكتبها على "الحور العتيق" وليس على "رمل الطريق".