انعكس تراجع العملة المحلية في السودان الجنيه خلال الأشهرالماضية أمام الدولار الاميركي وبقية العملات الاجنبية، سلبا على الاندية كافة خاصة ناديي القمة، الهلال والمريخ مما ضاعف منصرفات هذه الاندية التي تعيش ازمات مالية مستمرة لعدم وجود موارد دخل اضافة الى غياب الدعم الحكومي. ويحتاج المريخ والهلال، شهريا الى 200 الف دولار لمقابلة مرتبات الاجهزة الفنية واللاعبين الاجانب، وفيما كان يكلف هذا المبلغ بالعملة المحلية حوالي 700 الف جنيه مع بداية العام الماضي، حيث يتم شراء الدولار، من خارج النظام المصرفي (السوق الاسود)، او ما يعرف بتجار العملة، اصبح يتزايد تدريجيا مع سرعة انهيار الجنيه ليصل المبلغ المطلوب 900 مليون جنيه، بزيادة واضحة اضافت اعباء مالية على خزانة ناديي القمة، في الوقت الذي مازال فيه الجنيه يتراجع حتى بلغ سعره 4.50 امام الدولار، كما يحتاج ناديا القمة الى مبالغ مالية ضخمة لاقامة المعسكرات الخارجية، والسفر لاداء المباريات في بطولات الكاف. وشكا امين خزينة المريخ الذي يعمل في المجال المصرفي، خالد شرف الدين من ارتفاع المنصرفات المالية بسبب تراجع الجنيه وقال ان ذلك يشكل اعباء مالية ثقيلة على الاندية، ذاكرا ان الدولة يمكن ان تساعد الاندية وتخفف عليها المنصرفات حال باعت لها الدولار من البنك المركزي مباشرة، ذاكرا ان ذلك يقلل تكلفة المنصرفات بنسبة تتجاوز ال30%، وأبدى شرف الدين تخوفه من ارتفاع قيمة الدولار وقال ان هذا الوضع قد يفرض على الاندية مستقبلا، عدم التعاقد مع الاجانب والاعتماد على المدربين واللاعبين الوطنيين الذين يتسملون مستحقاتهم المالية بالعملة المحلية. وتأثرت البلاد بانفصال جنوب السودان، الذي كان يشكل مصدرا للنقد الاجنبي بوجود آبار البترول به، وبعد الانفصال فقدت الحكومة موردها الاساسي من النقد الاجنبي مما ادى الى تراجع العملة المحلية. واستشعرت بعض الاندية الخطر، في الآونة الاخيرة مما ادى الى تركيزها على اللاعبين الوطنيين مثل الامل عطبرة الذي رفض التعاقد مع الاجانب، وهنالك اندية اعتمدت على لاعبين اجانب بأسعار زهيدة لا تتجاوز مرتباتهم الشهرية الف دولار، بينما يدفع المريخ والهلال مرتبات تصل الى عشرة آلاف دولار للاعب الواحد، اضافة الى مرتبات الاجهزة الفنية التي تكتم عليها الناديان. ويضم المريخ في كشوفاته سبعة لاعبين اجانب، مقابل ستة بصوف الهلال، ويعتمد الناديان على الدعم الشخصي من رئيسي الناديين وبعض اعضاء المجلسين والاقطاب لتسيير النشاط ومقابلة المنصرفات. وبات الوضع الحالي يشكل خطرا على مستقبل الاجانب بالناديين اللذين يحظيان بشعبية كبيرة ويشاركان باستمرار في البطولات الخارجية. البيان