ينص نظام الاحتراف على منح اللاعب مقدماً من القيمة المالية لعقده فقط وتوزيع الباقي كمرتبات شهرية حتى نهاية المدة مما يمنح حماية للنادي في حالة فرض عقوبات مالية علي اللاعب إذا أخل ببنود العقد وهو ماتعمل به كل الأندية في العالم حتى الدول من حولنا وبالتالي لانسمع بمشاكل كما هو الحال عندنا. وقد تناولنا هذه القضية في أكثر من مرة وانتقدنا ماتقوم به الأندية بمنح اللاعب القيمة المالية لكل مدة العقد سواء بالنسبة لصفقات الأجانب أو الوطنيين. وقد طالعنا قبل أيام أن إدارة الهلال منحت اللاعب مهند الطاهر مليار جنيه قيمة العقد الذي يمتد إلى عامين ونصف وهناك من يقول إن القيمة أكبر وهو قرار خاطئ، إذ كان يفترض منحه مقدماً مناسباً وتوزيع الباقي على الثلاثين شهراً التي تساوي مدة العقد وتطبيق نفس الفهم على بقية اللاعبين. ولآن ونحن مقبلون على دخول الاحتراف الحقيقي على مستوى الأندية لابد أن تتغير مفاهيم الإدارات ويكون الأفضل تطوير اتفاقية (الجنتلمان) بين إدارتي الهلال والمريخ للتعامل مع اللاعبين حسب لائحة الاحتراف بعد أن دخلا في مشاكل مالية بسبب مطالبة اللاعبين بدفع القيمة كاملة ويجب على اتحاد الكرة أن يشدد في هذه الناحية حماية للأندية قبل الحماية للاعبين. كما أن واحدة من الأخطاء التي يقع فيها الهلال والمريخ في كل موسم التعاقد مع اللاعبين لمدة طويلة تمتد إلى ثلاثة مواسم أو موسميين والأفضل أن تكون المدة لموسم واحد في البداية فإن أثبت اللاعب وجوده وفرض نفسه يمكن تمديد العقد وإن فشل يكون الضرر أخف ويكفي الآن مايعانيه الهلال من مشاكل بسبب مطاردة اللاعبين الأجانب الذين لم يستفد منهم وأصبح مضطراً لدفع قيمة مدة العقد أو الاحتفاظ باللاعب كما هو حال يوسف محمد وأتوبونج ونفس الأمر ينطبق على المريخ في وارغو. لماذا لايستثني أبناء الجنوب استسلم اللاعب الكبير اتير تومس للواقع الذي فرض على كل اللاعبين الجنوبيين بأن يعاملوا معاملة الأجانب ووقع للأهلي العاصمي كلاعب أجنبي وإن كنا لانعرف هل سيتقاضي راتبه بالدولار أم العملة المحلية للشمال. اتير توماس واحد من اللاعبين المميزين أداءً وسلوكاً.. لعب للمنتخب الوطني على مستوى الأولمبي والفريق الأول، ومثله ريتشارد جاستين الذي لايعرف مصيره حتى الآن، وهو الذي لعب لكل المراحل السنية للمنتخبات الوطنية من شباب وأولمبي وساهم في انتصارات رفعت علم الوطن مع المنتخب والهلال . كنا نأمل أن يستثنى لاعبو الجنوب ليعاملوا معامله اللاعب الوطني بأن يمنح الفريق ثلاثة أجانب زائد لاعب من دولة الجنوب كما هو التعامل في دول الخليج التي تمنح الفريق أربعة أجانب ولاعباً خليجياً. نقول هذا تقديراً لماقدمه اتير وريتشارد وقد فرض واقع لم يكن يتوقعوه واثق أنهما لوخيرا لاختارا البقاء في الشمال. أتمنى أن تدخل الجمعية العمومية القادمة تعديلات على النظام الاساسي تسمح للاندية الاستعانة باللاعب من الجنوب. والتحية لإدارة الأهلي العاصمي على هذه الخطوة الجريئة.