حوار: سحر علي بلقيس عوض ممثلة قديرة تعد من رائدات الحركة المسرحية والدرامية في السودان، برز اسمها جلياً من خلال الأعمال المتميزة التي قدمتها على خشبة المسرح بالإضافة الى الإذاعة والتلفزيون, ولم يختصر في تقديم العروض داخلياً وإنما تخطت الحدود بمشاركاتها الخارجية والتي بدأت منذ عام 1958م ولازال عطاؤها متواصلاً حتى اليوم, وجسدت بلقيس شخصيات سودانية عدة مما أتيحت لها فرصة الدخول لعالم السينما. «الأحداث» جلست إليها وحاورتها في العديد من الجوانب الخفية التي تهم الدراما السودانية... } كيف استطاعت بلقيس عوض أن تتغلب على نظرة المجتمع السالبة وتصبح ممثلة في ذلك الوقت؟ وجدت العديد من الصعوبات في ذلك الوقت خاصة من قبل المجتمع إلا أنني استطعت أن أتغلب عليها من خلال سلوكي المنضبط وطريق لبسي وكلامي مع الآخرين. استطعت أن أُغيِّر نظرتهم 180 درجة على الرغم من ذلك، كانوا يصفون المرأة الممثلة بأنها غير سوية، وقد ساعدني في ذلك الإعلامي علي شمو وأثبتَّ جدارتي. } ماهي الصعوبات التي واجهتيها من قبل أسرتك؟ واجهتني العديد من الصعوبات من قبل أسرتي بدليل أنني كنت يومياً أذهب الى المسرح, وعندما أعود أنال (علقة) وأتعرض للضرب من قبل أهلي عقاباً على مخالفتي الذهاب للتمثيل, إلا أنني أتحمل وأعود الى تكرار المخالفة وأذهب مجددا. وكان أهلي غير راضين على عملي كممثلة. } كيف جمعتين بين الفن وضابط في جمارك؟ ضحكت بلقيس ثم قالت: أنا في الجمارك غير حازمة ومتزمتة وأتعامل بأريحية مع الزبائن بنفس طريقتي وأنا ممثلة مع مراعات قوانين الجمارك أي لم تختلف شخصيتي ك(ضابط في الجمارك وكوني ممثلة) بل إنني استفدت منهما في التعامل مع الآخرين لأن التعامل في حد ذاته فن وهذا ما جعلني أنجح في الناحيتين مع العلم أنني عملت في الجمارك مدة (35) عاماً، وطوال هذه المدة لم أختلف مع أحد, ونفس الأمر في المسرح. } لم تشاركين خارجياً مثل بنات جيلك، وعلى رأسهن فائزة عمسيب؟ صمتت قليلاً قبل أن ترد على السؤال قائلة: ما قلته غير صحيح فأنا شاركت خارجياً منذ عام 1958م كممثلة في إذاعة ركن السودان في القاهرة وكنا في ذلك الوقت نسجل الأعمال عبر السفارة السودانية في القاهرة أو في استديوهات القاهرة وشاركت في عدة مسلسلات كمسلسل (الفراغ الغريض)، (الحلو مر) بجانب الممثل المصري الراحل إبراهيم خان، كما إنني قدمت الشعر القومي في قوالب مسرحية ومنها لإسماعيل خورشيد وبعض الأعمال الوطنية. } لماذا تراجعت الدراما السودانية؟ نعم تراجعت وقولي (انتهت) الدراما السودانية لأن القائمين على أمرها يردون ذلك على الرغم من أنها تمتلك المقومات التي تجعلها تنافس خارجياً وتتحدى الدراما العربية. بدليل أن آخر ثلاثة مسلسلات سودانية عرضت في عام 2006م (أقمار الضواحي، وهج الشفق، في انتظار آدم) وجدت النجاح, إلا أن المشكلة الحقيقة هي أن الأعمال السودانية لم تجد الدعم من قبل التلفزيون، لذا تم إيقافها ولا ندري كممثلين حتى الآن سبب الإيقاف، على الرغم من أن التلفزيون يقوم بدعم الدراما الأجنبية التي لا تشبه عاداتنا وتقاليدنا كسودانيين. } ما رأيك في الدراما التركية التي تسيدت الساحة عبر العديد من الفضائيات؟ أنا لست ضد الدراما التركية ولكنها تتعارض مع عاداتنا وتقاليدنا وقيمنا كسودانيين. } أي الممثلات الشابات ترى فيها بلقيس نفسها؟ أجد نفسي بكل التفاصيل في الممثلة سعاد محمد الحسن فهي تشبهني كثيراً في كل شيء, بلقيس الممثلة وتشبهني اجتماعياً من خلال تواصلها الاجتماعي وتشبهني في التعامل في حياتها العادية وأرى نفسي ظهرت من جديد عبر شخصية سعاد محمد الحسن. }مع إطلالة عام 2012م ما هو الجديد عند بلقيس عوض؟ سواء أكان في المسرح أو غيره ليس لدي أعمال جديدة, إلا أنني سأشارك في الأيام المقبلة في مهرجان ليالي الخرطوم المسرحية.