يعرّف الاجهاض على أن حالة عدم اكتمال الحمل خلال الأشهر الثلاثة الأولى، وغالباً ما يكون وزن الجنين أقل من نصف كيلو. يحصل الحمل نتيجة دخول حيمن في البيضة بتفاعل نطلق عليه(الإخصاب)الذي يحدث بالأحوال الاعتيادية الطبيعية في قناة فالوب فينتج ما يُعرف بالبويضة المخصبة، وتستمر البويضة المخصبة خلال الساعات التي تلي ذلك بالمسير باتجاه الرحم لتلتصق بجداره والذي يكون مهيئاً لاستقبال التكوين الجديد وهو البويضة المخصبة التي ستنقسم لتكوّن فيما بعد نواة الجنين القادم هو وحبله السري ومشيمته. وإذا ما كانت كل الظروف ملائمة لاستمرار الحمل فانه وبعد مرور 40 42 أسبوعاً فان الحمل سيكتمل وتحصل الولادة. الحمل يقسّم الى ثلاثة مراحل، كل مرحلة مكونة من ثلاثة أشهر، وتم تقسيم عمر الحمل الى ثلاثة مراحل بناءً على الخصائص الفيزيائية والبيولوجية والكيمياوية المتباينة بين مرحلةٍ وأخرى ، فلكل منها خصائصها ومشاكلها وأمراضها. فاذا ما أفرغت محتويات الرحم خلال الأشهر الثلاث الأولى تلقائياً أو بالتدخل الطبي فان ذلك يسمى إجهاضاً وكل إفراغ للرحم من الشهر الرابع فما فوق تسمى ولادة ،وهي أنواع: ولادة ميتة ،ولادة حي خديج ،ولادة حي كامل ،ولادة بتشوهات ...الخ علماً أن الإجهاض غالباً ما تعقبه عملية جرف (تنظيف)الرحم أو ما متعارف عليه بال (كرتاج/ وهي كلمة محورة من الكلمة اللاتينية كيوريتاج وتعني جرف او تنظيف الرحم). لذا فان الاجهاض(أو الاسقاط ) هو كل حالة عدم اكتمال الحمل خلال الأشهر الثلاثة الأولى، و الاسقاط انواع ،منها الاسقاط المتكرر(وهو موضوعنا لهذه الحلقة)، الاسقاط المهدد، الاسقاط المنسي، الاسقاط بسبب حمل خارج الرحم...الخ.وغالباً ما يكون وزن الجنين في هذه الحالات أقل من نصف كيلو. 20% من الحوامل ينزفن خلال الأشهر الثلاثة الأولى ولمختلف الأسباب، منها الاسقاط ومنها التهابات مهبلية ومنها التهابات جسمانية أخرى شديدة وحادة، ولكن ليس كل حامل تنزف تعني أنها ستجهض، حيث أن 50% منهن يحصل لديهن الاسقاط ، ولكن الحوامل اللاتي يعانين من نزوفات متقطعة أو مستمرة خلال الحمل فيما لو استمر فان ذلك سيُفضي الى نقص في نمو الجنين أو الى ولادة مبكرة. الاسقاط المتكرر: هو الاسقاط الذي يحدث خلال ال 20 أسبوع الأولى من الحمل لثلاث مرات متتالية أو أكثر، ونسبته بين حالات الاسقاط بحدود 3%، وتزداد النسبة بتقدم عمر الزوجة (لأن أحتمالية حصول مشاكل بالكروموسومات أثناء انقسام البويضة المخصبة تزداد مع تقدم العمر)، أسباب الاسقاط المتكرر هي: 1. أسباب وراثية: وجود تشوهات كروموسومية(أي هناك خلل بالمادة الوراثية المنتقلة وراثياً من الأباء الى الأبناء). 2. وجود خلل في الرحم: مثل الحاجز الرحمي، ألتصاقات رحمية، تليفات رحمية، أرتخاء في عنق الرحم. 3. أسباب هورمونية: نقص هرمون البروجيستيرون، داء السكري غير المنتظم، تكيس المبايض(والذي يترافق معه أفراز هورمون الأنسولين أضافة الى أما عدم أنتاج بويضة أو صغر حجمها وجميعاً تسبب أما عدم حصول الحمل أو الاسقاط ، لذا فأن علاج مساعد السكر ميتافورمين يعد علاجاً ناجعاً في مثل هذه الحالات، تشوهات البويضات، وأضطرابات الغدة الدرقية. 4. أسباب تتعلق بالجهاز المناعي:أن نصف الجنين يأتي من الأب ،ولذا فأن جسم الأم (في حالات الاسقاط المتكرر) سيتعامل مع هذا النصف كجسم غريب فيُطلق جسمها الأجسام المضادة ينتج عنها تفاعلاً مناعياً مفضياً الى مجموعة من التشوهات والمشاكل الصحية تسبب بالنتيجة الاسقاط ، ومن هذه التشوهات :داء الذئب الأحمراري، مضادات الدهون الفوسفورية، نقص الصفائح الدموية ،خلل في ميكانيكية تجلط الدم(زيادة نسب مانعات التجلط) ، تأخر نمو الجنين، أرتفاع ضغط دم الأم. 5. الالتهابات: مثل داء القطط، الحصبة الألمانية، الأصابة بفايروس هربس، ألتهابات المهبل البكتيرية ، ألتهابات بطانة الرحم, 6. أسباب أخرى: مثل التعرض للأشعاع ،العلاج الكيمياوي للسرطان، التدخين وتناول الخمور، التسمم بالفورمالين، البنزين، الرصاص والزرنيخ، وأخيراً الشدات الخارجية. 7. أسباب غير معروفة: وتشكل نسبة عالية من بين أسباب حالات الاسقاط المتكرر ،كالحالة النفسية. ما المطلوب عمله: تكرار الاسقاط يعني أن الحامل يجب أن تُدرج ضمن مجاميع الاختطار في مراقبة الحمل وهو من صلب عمل وحدة الأم والطفل في مراكز الرعاية الصحية الأولية. وعليه فعلى الحامل ومنذ شهرها الأول مراجعة مركز الرعاية الصحية الأولية القريب من سكنها لأجل فتح سجل خاص بها ومراقبة حملها أول بأول. لكل سبب من الأسباب أعلاه طريقة تشخيصه وعلاجه ولكن هناك نصائح عامة يجب الالتزام بها: 1. الامتناع عن التدخين أو مجالسة المدخنين. 2. توفير الأجواء النفسية الجيدة للحامل. 3. توفير التغذية الجيدة والغنية بالفايتمينات لها. في حالة حصول الاجهاض المتكرر يتوجب أجراء فحوصات قبل الحمل وفحوصات أثناء الحمل وفحوصات بعد الاسقاط : فحوصات قبل الحمل: 1. فحص كروموسومات الزوجين. 2. فحص الرحم بواسطة السونار المهبلي. 3. فحص ناظور الرحم. فحوصات أثناء الحمل: 1. وتشمل عينات دم الحامل لاكتشاف المواد المناعية والتجلطية التي قد تصاب بها الحامل. 2. فحص السائل الأمنيوسي(أي السائل الذي يحيط بالجنين في داخل الرحم)، والذي يعكس الصورة الحقيقية للحمل وصحة الجنين. فحوصات بعد الاسقاط : وتشمل فحص كرومسومات الجنين بعد الاسقاط . ومن خلال التجربة العملية ثبت لدينا أن على الزوجين اللذين يواجهان مثل هذه الاشكاليات فعليهما تجنب الحمل لفترة (وبالتشاور مع الطبيب المختص)بعد الأجهاض الذي يحصل وتحديداً بعد إجهاضين متتاليين، وذلك للأسباب التالية : 1. إفساح المجال أمام أنسجة الرحم لأستعادة عافيتها بعد أن تعرضت لحمل لم يكتمل وكذلك لعملية الكورتاج. 2. أن الحمل و الاسقاط وما يرافقهما من تفاعلات جسمانية متنوعة لاتحصل بمعزل عن أرتفاع وأنخفاض بمستويات الهورمونات، وهذه الهورمونات تحتاج الى وقت لترجع الى مستوياتها الطبيعية. 3. إفساح المجال أمام الزوجة أن تستعيد صحتها فبالتأكيد قد فقدت من الدم والسوائل ما يجعلها بحاجة الى إعادة توازن جسماني جديد. 4. إعطاء الوقت لإجراء الفحوصات والتحاليل المطلوبة والتي يرتأيها الطبيب المعالج. 5. ولأجل ضمان حمل ناجح جديد يجب أن تتوفر كل الظروف الايجابية الجيدة له. ايلاف
