الفنانة مادلين مطر قلقة من الأحداث على الساحة العربية، مع ذلك لم تتوقف عن الغناء الذي تعشقه وتستعدّ لإصدار أغنيات «سينغل» بلهجات مختلفة، باعتبار أن الظروف اليوم لا تسمح بإصدار ألبومات. صورت مطر أغنيتها الكويتية الجديدة «واحشني موت» من كلمات الشيخ دعيج الخليفة الصباح وألحانه، وتحضر لأغنية خليجية من كلمات الشاعرة سارة الهاجري، وتعرض شاشة «روتانا» أغنيتها الجديدة «أهل الغرام». حول جديدها ووضع الفنان في ظل الثورات العربية كانت الدردشة التالية معها. هل أنت راضية عن أصداء «أهل الغرام»؟ بصراحة، لم تعد الأصداء اليوم على أي عمل جديد كما كانت في الماضي، إذ تسيطر الهموم على الناس وتقف حاجزاً بينهم وبين الفن، وينشغلون في تأمين لقمة عيشهم في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة وما يتبعها من غلاء معيشة، إضافة إلى الأزمات السياسية والأمنية التي تعصف بالبلاد العربية وتؤثر سلباً على المنطقة ككل. لا يعني كلامي أن «أهل الغرام» لم تحقق نجاحاً، والدليل الأصداء الإيجابية التي وصلتني من الصحافة والفنانين والناس العاديين الذين ألتقيهم في الأماكن العامّة، لكن ثمة فرق واضح بين الأمس واليوم وما من دليل عافية. إلى أي مدى يؤّثر هذا الوضع على نفسية الفنان وعطاءاته؟ إلى درجة كبيرة، تؤلمه مشاهد القتل والدمار في بعض الدول العربية. ومن الطبيعي في ظل هذه الأوضاع أن يخف النشاط الفني وتكاد الحفلات تختفي، فبينما كنا نحيي سابقاً 20 حفلة في الشهر بالكاد نحيي الآن حفلة واحدة. هل تتابعين الإصدارات الجديدة على الساحة الفنية؟ لا أشعر بحماسة كافية لمتابعة الساحة الفنية، وأفضل متابعة الشاشات الإخبارية. أصدرت فنانة أعشق صوتها ألبوماً منذ فترة قصيرة ولم أسمع أي أغنية منه بعد. إذا كانت نفسيتي كفنانة منهكة، فكيف بالأحرى الناس العاديون؟ هل لديك رأي سياسي حول الأحداث؟ أرفض الحديث في السياسة، تهمني عودة الهدوء إلى المنطقة والأمل والفرح إلى الشعوب العربية. هل أنت متفائلة بالمستقبل؟ ليس كثيراً، حين يكون الوضع الفني مزدهراً فهذا دليل عافية والعكس صحيح. ما سر غيابك المتكرر؟ أشعر بقلق وخوف قبل تقديم أي عمل جديد، لذلك أفضل التروي على أن أكون حاضرة باستمرار على الساحة الفنية من خلال أعمال لا ترضيني. يعرض كليب «أهل الغرام» على شاشة «روتانا»، ما يعني أنك لست على خلاف معها على رغم مغادرتك لها؟ غادرت الشركة برضى تام بيني وبينها، احترم القيمين عليها وموظفيها ونحن على تواصل دائم. قد يحصل سوء تفاهم أو اختلاف في وجهات النظر، لكن لا يعني ذلك بالضرورة حرباً ودعاوى... ما الذي يمنع عودتك إليها في ظل أزمة الانتاج التي يعانيها الفنانون؟ لا حديث من هذا القبيل في الوقت الراهن، إنما أشكرها على دعمها لي على رغم أني لم أعد من باقة فنانيها. صورت أغنية «واحشني موت» مع المخرجة مي الياس، كيف تقيمين هذه التجربة؟ منذ كليب «بحبك وداري» الذي شكل انطلاقتي الفنية أحرص على التنويع بين المخرجين، إيماناً مني بأن لكل مخرج لونه وهويته الخاصّة. لا تقلّ مي أهمية عن أي مخرج آخر تعاونت معه في كليباتي، فهي مجتهدة وموهوبة وأفكارها استثنائية، لذلك أردت تشجيعها ومنحها فرصة لإثبات نفسها أكثر وأكثر. وتجربتك مع الشاعرة سارة الهاجري؟ مميزة في عملها وشخصيتها. لا أريد الدخول في تفاصيل لتبقى الأغنية مفاجأة للجمهور العربي عموماً، والخليجي خصوصاً. خاضت فنانات مجال تقديم البرامج، هل الفكرة واردة عندك؟ ( تضحك) قال لي مخرجون تعاملت معهم في كليباتي إن «الكاميرا تحبني»، إلا أنني لم أفكّر يوماً بهذه الخطوة. أعتقد أني أبرع أكثر في الغناء والتمثيل، لكن لا أعرف ماذا يخبئ لي المستقبل. ألم تتابعي برنامجي أصالة ولطيفة؟ شاهدت الإعلانات الخاصة بهما، إنما لم يتسنَّ لي الوقت لمشاهدة أي حلقة كاملة لهما. حين طرح الفنان محمد اسكندر أغنية «جمهورية قلبي» عبرت عن إعجابك بها! صحيح وحققت المراتب الأولى يومها. هل سمعت أغنيته الجديدة «ضد العنف»؟ كلا. تقول كلماتها «بدن عاشق ضد العنف يطلع متل إختك، ويجمعلك منظر الشاب وحركات الصبية». أعارضه في هذا المنطق. يلفت المرأة الرجل الكامل الرجولة ولا تحترم الرجل العنيف الذي يمارس سلطته الذكورية عليها، من يستخدم عضلاته وصوته العالي لفرض رأيه على المرأة ليس برجل. أغنيات كثيرة اليوم تتضمن تهديداً للمرأة، كيف تعلقين على هذه الظاهرة؟ سمعت منذ فترة أغنية تقول «الكف ملبّع على خدها»، هذا عيب ولا يهمني من كتبها ولحنها وغنّاها. هل تفكرين في طرح أغنية تدافعين فيها عن المرأة؟ لِمَ لا؟ أنا مع المرأة الحرّة والمستقلّة في إطار احترامها لمجتمعها ودينها.