يفتتح مساء الثلاثاء القادم (1 مايو)، بجاليري المرخية الكائن بسوق واقف، معرض الفنانين السودانيين إسلام كامل وحسين عبدالرحيم ومعتز الإمام ونور الهادي بعنوان «لقطات من الحياة». وحرص جاليري المرخية منذ افتتاحه على انتقاء معارضه بعناية وحرص شديدين، سواء من حيث الأعمال الفنية أو الأسماء الفنية المشاركة. ويأتي معرض «لقطات من الحياة» بعد المعرض الأخير. نجد عند الفنان السوداني معتز الإمام، المبحث الجمالي واحدا من أهم المباحث الحياتية، وتلعب الصورة أحد أهم الأدوار في تشكيل وصياغة الحياة من نواحٍ عديدة. ولذا يعتبر عمله كفنان تشكيلي باحث في عوالم الصورة هو الدور الذي يستطيع أن يسخر له كل طاقاته الفكرية والنفسية والروحية في محاولة منه لتقديم مبحث جمالي من وجهة نظر خاصة يستعين فيها بإعادة تفكيك وصياغة الموجودات في قالب صوري يحرص على أن يكون جميلاً. ويقول: «هذه المحاولات المتتابعة والمتوالية يعتبر حاصل جمعها هو ما استطعت إضافته في هذا المجال الصعب والمعقد والمتغير بتغير الأنماط الحياتية والأماكن الجغرافية والحالة المزاجية للإنسان على مر تاريخه واختلاف مكانه. ويؤكد الفنان معتز أن الصورة عنده هي الحدث الأهم بغض النظر عن تاريخها ومكانها ومصدرها وموضوعها وعناصرها من لون وخط ونقطة وشكل وضوء وإيقاع «هي مجال بحثي المستمر والمتجدد». أما ابن بلده، الفنان حسين سالم، فإن اللوحة عنده غنية بالألوان والطبقات اللونية والملامس التي تخلق شعورا بكثافة اللون، حيث إنه يستخدم تقنيته الشخصية الخاصة في اللوحات، وتأتي غنية بمادة تستخدم تقنية طبقات باهظة لخلق شعور impasto كثيف. إنه يستخدم رمزية الشخصية التي هي في آن واحد القديمة كما هو معاصر. لوحات حسين هي الحوار بين الثقافات المختلفة، وتمثل مشاعره القوية التي يجب أن تستخدم الفن كأداة للمساعدة فيبدأ هذا الحوار. سالم السوداني الخلفية، وحقيقة أن السودان هو بوتقة تنصهر فيها الثقافات الإفريقية المتنوعة، ويعزز المزيد من لوحاته. من خلال هذه الأعمال سليم يوقظ فينا تقديرا لخلافاتنا وردود الفعل المتنوعة، ولكنها تجلب لنا بعد ذلك عودة إلى أساس مشترك للبشرية. من جهته، يستلهم الفنان إسلام كامل، لوحاته ومعارضه من الحكايات والأساطير والتراث والحضارات والثقافات المتنوعة، التي كونت جميعها شخوص وزخارف وألوان لوحاته. ويقول إسلام عن أعماله الفنية: «إنك تجد في لوحاتي الحس الإفريقي أحياناً والعربي أحياناً أخرى، وكثيراً ما أمزج بينهما في لوحاتي، حين تقف أمام لوحاتي تغوص في عوالمها الجميلة ومفرداتها الثرة، أو كما قلت عنها: «تتراءى لي لوحاتي أحياناً كأنها حكاية أو أحاديث دارت بيني وبين أناس لا أعلمهم، أو كأنها أتت من عصور سحيقة مضت أو هي تراكمات تراثية وتاريخية وثقافية لبلد غني بها أو ربما هي إرهاصات في لوحات». ويعود إسلام في معرضه مع أبناء بلده مستلهما الثورات العربية في أعماله مجدداً، فقد ألهمته الثورات في تجديد ألوانه ومواضيعه فكانت تلك اللوحات عن مقام الثورة وفي باله مشروع كبير عن تلك الثورات. وتأتي مشاركة الفنان نورالهادي الخضر عوض الكريم عثمان من هناك، عند بداية العشق ومنتهاه. وتعد أعماله الشفيفة التي تنبثق من وداعته وروحه المكشوفة والمترعة الأبواب. في لوحاته، تجد القرية بدوية تتدثر عباءة النيل وتأخذ لون وطعم الطمي، تبل قدميها المتعبتين في رحم النيل وتحتفل بالقمر وشجيرات النخيل تمارس العناق وترسل بظلالها الرطبة عند منحنى الجرف تنتظر الصباح والمدينة الإسمنت والكهارب سافرة ملونة الحدق وبلا سماء.. تجمع الشمس كل خيوط الوهج في ناصية النبض.