افتتح مساء أمس السفير السوداني لدى قطر، ياسر خضر خلف الله، بجاليري المرخية الكائن بسوق واقف، معرض الفنانين السودانيين الموسوم ب «لقطات من الحياة»، والذي يعرف مشاركة نخبة من الفنانين هم: إسلام كامل وحسين عبدالرحيم ومعتز الإمام ونور الهادي. وأعرب الفنان معتز الإمام عن سعادته للمشاركة في هذا المعرض الذي يضم فنانين سودانين كبارا ومشهود لهم بالكفاءة التشكيلية والمعرفية العالية، معتبرا هذا المعرض مناسبة جيدة للمهتمين بالفنون في دولة قطر للاطلاع على جزء من التجربة التشكيلية السودانية التي وصفها ب «الحركة العريقة والمنظمة ولها تاريخ حافل وحاضر واعد ومستقبل مبشر بإذن الله». وتأتي مشاركة معتز في هذا المعرض ب12 عملا فنيا من الأحجام الكبيرة والمتوسطة، وهي نتاج عمله في المرسم كفنان محترف في الفترة السابقة. وقال معتز إنه من الصعب جداً إنشاء حوار لغوي لتوصيف عمل فني بصري جمالي غير أن الإدراك الفكري للتجربة وهو محاولة إعادة صياغة جمالية للموجودات من حولي في قالب جمالي يسمى ب (لوحة الحامل). وتعتبر هذه اللوحة هي المحصلة المعرفية بتقنيات الفن الجميل ومحصلة اطلاع الفنان المعرفية والثقافية، وقد تكون وثيقة تاريخية تعريفية بأحداث ثقافية أو سياسية أو أنثربولوجية، وربما تكون نبوءة مستقبلية لحدث ما مستصحب فيها قراءات تاريخية وإثباتات زمنية مختلفة. أما ابن بلده، الفنان حسين سالم، فإن اللوحة عنده غنية بالألوان والطبقات اللونية والملامس التي تخلق شعورا بكثافة اللون؛ حيث إنه يستخدم تقنيته الشخصية الخاصة في اللوحات، وتأتي غنية بمادة تستخدم تقنية طبقات باهظة لخلق شعور impasto كثيف. إنه يستخدم رمزية الشخصية التي هي في آن واحد القديمة كما هو معاصر. لوحات حسين هي الحوار بين الثقافات المختلفة، وتمثل مشاعره القوية التي يجب أن تستخدم الفن كأداة للمساعدة فيبدأ هذا الحوار. سالم السوداني الخلفية، وحقيقة أن السودان هو بوتقة تنصهر فيها الثقافات الإفريقية المتنوعة، ويعزز المزيد من لوحاته. من خلال هذه الأعمال سليم يوقظ فينا تقديرا لخلافاتنا وردود الفعل المتنوعة، ولكنها تجلب لنا بعد ذلك عودة إلى أساس مشترك للبشرية. من جهته، يستلهم الفنان إسلام كامل، لوحاته ومعارضه من الحكايات والأساطير والتراث والحضارات والثقافات المتنوعة، التي كونت جميعها شخوص وزخارف وألوان لوحاته. ويقول إسلام عن أعماله الفنية: «إنك تجد في لوحاتي الحس الإفريقي أحياناً والعربي أحياناً أخرى، وكثيراً ما أمزج بينهما في لوحاتي، حين تقف أمام لوحاتي تغوص في عوالمها الجميلة ومفرداتها الثرة، أو كما قلت عنها: «تتراءى لي لوحاتي أحياناً كأنها حكايات أو أحاديث دارت بيني وبين أناس لا أعلمهم، أو كأنها أتت من عصور سحيقة مضت أو هي تراكمات تراثية وتاريخية وثقافية لبلد غني بها أو ربما هي إرهاصات في لوحات». ويعود إسلام في معرضه مع أبناء بلده مستلهما الثورات العربية في أعماله مجدداً، فقد ألهمته الثورات في تجديد ألوانه ومواضيعه فكانت تلك اللوحات عن مقام الثورة وفي باله مشروع كبير عن تلك الثورات. وتأتي مشاركة الفنان نورالهادي الخضر عوض الكريم عثمان من هناك، عند بداية العشق ومنتهاه. وتعد أعماله الشفيفة التي تنبثق من وداعته وروحه المكشوفة والمترعة الأبواب. وفي لوحته، تجد القرية بدوية تتدثر عباءة النيل وتأخذ لون وطعم الطمي، تبل قدميها المتعبتين في رحم النيل وتحتفل بالقمر وشجيرات النخيل تمارس العناق وترسل بظلالها الرطبة عند منحنى الجرف تنتظر الصباح والمدينة الإسمنت والكهارب سافرة ملونة الحدق وبلا سماء. تجمع الشمس كل خيوط الوهج في ناصية النبض. العرب