يستعدّ المنتج أحمد السبكي لتصوير فيلمه الجديد «عش البلبل»، كذلك يتحضَّر ابنه كريم السبكي لإنتاج فيلمه الجديد «السجن»... الخبر هنا ليس في الإنتاجات الجديدة بل في فشل ثورة 25 يناير في تغيير آليات الصناعة السينمائية في مقدمها الشللية، فتضاءلت معها الفرص أمام فنانين شباب موهوبين يبحثون عن موطئ قدم لإبراز إمكاناتهم ومواهبهم، وتكررت الوجوه نفسها على الشاشة. يستعين المنتج أحمد السبكي في فيلمه الجديد بفريق عمل أفلامه السابقة على رأسه سعد الصغير، دينا، بدرية طلبة وآيتن عامر التي انضمت إلى «شلة» السبكي أخيراً، في تحدٍ واضح وصريح للانتقادات التي وجهت إلى أعماله الفنية، وإصراره على الاستعانة بالمجموعة نفسها. بدوره، يستعين ابنه كريم السبكي في فيلمه الجديد بفريق عمل أفلامه السابقة (مثل «كباريه» و{الفرح») نفسه، وفي المقدمة: فتحي عبد الوهاب، مي كساب، دنيا سمير غانم وسوسن بدر، من دون أي محاولة للتغيير أو الاستعانة بوجوه سينمائية جديدة لمنحها فرصة للعمل، في ظل سيطرة الشللية على الصناعة. الفيلم من إخراج سامح عبد العزيز الذي اعتاد كريم السبكي التعاون معه في أفلامه الأخيرة. في هذا السياق، يشير عبد العزيز إلى أنه يحاول، في كل فيلم، الاستعانة بمجموعة من الفنانين والنجوم المبتعدين عن الساحة الفنية، للاستفادة من وجودهم الفني الذي يثري أي عمل فني على غرار: محيي إسماعيل في فيلم «حد سامع حاجة»، كريمة مختار في فيلم «الفرح» وغيرهما. لن يتخلى المخرج خالد يوسف أيضاً عن شلته السينمائية التي اعتاد التعاون معها في الفترة الأخيرة وأبرز أفرادها: عمرو سعد وصبري فواز والمنتج كامل أبو علي... وقد اتفق معهم على إنتاج فيلم جديد لم يحدد اسمه النهائي بعد، بعدما استبعد غادة عبد الرازق لخلافها السياسي معه، وقبلها سمية الخشاب لخلافها مع كامل أبو علي. ثلاثية تشهد الأيام المقبلة عودة شللية الثلاثي الشهير وحيد حامد وشريف عرفة وعادل إمام وتنضم إليهم يسرا، ذلك في الجزء الثاني من فيلم «طيور الظلام»، بعد مرور 20 عاماً على عرض الجزء الأول، في ردّ على الحكم بحبس عادل إمام بتهمة ازدراء الأديان، وفي تحد واضح وصريح للجماعات الإسلامية... وقد تفكّر هذه الشلة في تقديم مجموعة من الأفلام الجديدة. كذلك تعود ياسمين عبد العزيز في فيلم جديد مع المخرج علي إدريس وصلاح عبد الله ومجموعة من الأطفال، وهي الشلة التي تفضل العمل معها في معظم أفلامها، أما في ما يتعلّق بالبطولة فهي تختار عادة نجوماً من الصف الثاني أو الثالث على غرار سامح حسين أو نضال شافعي. لغاية اليوم لم تستقر ياسمين على اسم الفيلم الذي اختارت له في البداية «حظاظا بظاظا»، إلا أنها ما لبثت أن غيرته وهي تنكبّ على اختيار اسم بديل. المنتج محمد السبكي لم يغيّر الشلة التي يتعامل معها منذ أربع سنوات في الأجزاء الثلاثة لفيلم «عمر وسلمى» ويحضّر معها اليوم الجزء الرابع وهي: تامر حسني ومي عز الدين والطفلتان ملك وليلى أحمد زاهر، ما يغلق الباب في وجه كثيرين للظهور على الساحة الفنية ونيل فرصة حقيقية، في ظل تمسك صانعي السينما كل بشلته القديمة، وهي النظرة التي تخيل البعض أن الثورة ستقضي عليها ولكن يبدو أن الواقع لم يتغير. يشير تامر حسني في هذا السياق إلى أن «عمر وسلمى» له ظروف خاصة، فهو فيلم مكون من أجزاء عدة ولا يمكن التعامل معه بمنطق الشللية، بالإضافة إلى أنه ضد الشللية في أي صناعة «وعلينا أتاحة فرصة للجميع». يوضح سعد الصغير أنه يستعين في كل فيلم بممثلين مختلفين عن شلة السبكي، في هذا الإطار اقترح طارق الشيخ ومحمود الليثي ليشاركا في الغناء في فيلم «شارع الهرم» إيماناً منه بموهبة كل منهما، وقال: «على رغم أن صوت طارق الشيخ أفضل من صوتي إلا أنني لم أخف لأن الأرزاق بيد الله تعالى وعلينا السعي كل في مجاله إلى إتاحة فرص للآخرين، فكلنا حلمنا بالفرصة يوماً ما». أخيراً، ترى مي كساب أن «الشللية تفقد أي صناعة قوتها وعلينا القضاء عليها بإتاحة فرص للموهوبين ليشاركوا في أعمال فنية وهو ما أسعى إليه بالطرق كافة».