سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
السودان يستورد من هولندا والدنمارك الألبان بمبلغ 100 مليون دولار سنوياً... سوء التغذية من البشر امتد أيضاً إلى الثروة الحيوانية..السودان يستهدف تصدير 2.7 مليون رأس من الماشية في 2010
يبلغ حجم الثروة الحيوانية التي تتوزع في أنحاء دولة السودان نحو 140 مليون رأس أو يزيد، وتعرف السودان بأنها من أبرز مصدري الماشية حول العالم، وتواجه الثروة الحيوانية إشكالات جمة، حيث تؤكد وزارة الثروة الحيوانية السودانية، أن لديها سياسات جديدة للارتقاء بقطاع الثروة الحيوانية وجذب الاستثمار. وقال سليمان العاجب، مدير عام المحاجر ووكيل وزارة الثروة الحيوانية والسمكية السودانية بالإنابة، إن قطاع الثروة الحيوانية في السودان من القطاعات الرائدة، موضحاً أن الدولة اتجهت لصب اهتمام كبير عليه من خلال توظيف بعض موارد البترول لبعث ونهضة قطاع الثروة الحيوانية الذي يسهم في تقليل حدة الفقر في البلاد ويؤثر في موازنتها. وأضاف العاجب «إن السودان وصل إلى حد الاكتفاء الذاتي في مجال اللحوم، وقادر على تصدير أنواع اللحوم كافة إلى معظم البلدان بعد السيطرة على الأمراض التي كانت تلحق بالصادر»، مؤكداً أن أعداد الضأن فقط تصل إلى 50 مليون رأس، مشيراً إلى آن آخر إحصائية رسمية كانت في العام 1976، كاشفاً عن اتجاه لإعادة النظر في هذه الإحصائية حتي يكون المنطلق سليماً للتخطيط الرائد. وأشار إلى أن السودان في العام الماضي قام بتصدير 1.8 مليون مليون رأس، موضحاً أن العام الجاري تستهدف وزارة الثروة الحيوانية تصدير نحو 2.7 مليون رأس، تم تصدير 625 ألف رأس منها، مؤكداً أن الوزارة تبنت سياسة جديدة وهي تصدير اللحوم بدلاً عن الحيوانات الحية، موضحاً أنه تم تجهيز الكثير من المسالخ في العاصمة الخرطوم وولايات كسلا، والقضارف، ونهر النيل، وجنوب دارفور وبذلك أصبح السودان يوفر الكثير جداً من اللحوم للدول العربية والإفريقية. وذكر العاجب أن قطاع الثروة الحيوانية تمكن من اختراق السوق الأردنية بواسطة شركة «البشائر»، إضافة إلى الصادرات إلى مصر خصوصاً من الأبقار، وذلك عبر «وادي حلفا»، فضلاً عن صادرات السودان إلى ليبيا. وأكد المصدر أن الحكومة السودانية تتلقى طلبات متزايدة من عدد كبير من الدول بعد تحسن الجودة، مؤكداً تضامنه مع الأصوات المنادية بحاجة المراعي والمحاجر للتطوير، مشيراً إلى أن الثروة الحيوانية تحتاج بالفعل إلى إعمار وتأهيل حتي يرغب المستثمر في هذا المجال، مضيفاً «إن من ما يهدد الإنتاج هو عدد من الأخطار أهمها توفير مياه الشرب، وتنظيم حركة التصدير، وتوفير وسائل النقل»، واعداً بخفض كبير في كلفة الترحيل بواسطة السكة الحديد التي يجري العمل بها حالياً. وأوضح العاجب أن قطاع الأبقار أصبح جاهزاً بعد الانتهاء من مرض «الطاعون البقري»، وقال إن الوزارة تعمل أيضاً على تحسين الأنسال، ووضع استراتيجية لمكافحة الأمراض التي تحيط بالصادر تحديداً. ويقدر أحد المصادر حجم الثروة الحيوانية السودانية ب140 مليون رأس من الماشية منها نحو 50 مليون من الماشية، وعدد مماثل من الضأن، والباقي من الغنم وما يزيد على 5 ملايين من الجمال، وهذه ثروة هائلة تعطي السودان إمكانية الاكتفاء الذاتي من اللحوم بجانب 70 بالمئة من الألبان، وفي هذا قصور واضح إذ إن وجود هذا العدد من الأبقار والأغنام وغيرها كان يجب أن يعطي فرصة للسودان لتصدير الألبان، ولكن نتيجة للتنمية الضعيفة فإنه يعطينا 70 بالمئة، ويستورد السودان من هولندا والدنمارك الألبان سنوياً لكي نغطي الفجوة في الألبان بمبلغ 100 مليون دولار سنوياً. ويؤكد المصدر أن العام الجاري يشهد فجوة في غذاء الحيوان تساوي 51 بالمئة، ما يعني أن الثروة الحيوانية تتلقى أقل من 50 بالمئة من احتياجاتها، أي أن سوء التغذية من البشر امتد أيضاً إلى الثروة الحيوانية، وأضاف «إن مجال الثروة الحيوانية هو مجال جديد للاستثمار في السودان من خلال زيادة النسل وتحسينه، وبذلك يمكن أن يفتح آفاقاً كبيرة لسد احتياجات العالم العربي، ولكن قبل ذلك علينا أن نقوم بواجبنا وإنهاء النزاعات في كل المناطق، خصوصاً تلك التي بها ثروات حيوانية حتي يتمكن المستثمر من الوصول إلى هناك آمناً ومطمئناً» بكري الأبنوسي - الخرطوم