كشف تقرير لصحيفة صنداي تلغراف البريطانية عن ارتفاع مذهل في ظاهرة استخدام البريطانيين لما يسمى «الرحم البديل» للحصول على أبناء بدون أي عناء. وقال التقرير الذي كتبه مراسل الصحيفة في نيو دلهي بالهند إن هناك ألف عيادة في البلاد تقوم بترويج هذه العملية، وإن البريطانيين هم أكبر وأول وأهم عملاء تلك العيادات، حيث تتقاطر عليها البريطانيات الراغبات بالحصول على أبناء بدون التعرض لعناء الحمل وآلام الولادة. ويذكر أن التعاطي مع ما يسمى «الرحم البديل» بشكل تجاري هو أمر خارج عن القانون في بريطانيا. وتقدر عدد الولادات التي حدثت في الهند عن طريق تأجير الرحم بألفي حالة ذهب نصفها إلى أزواج من بريطانيا، ووصلت أجرة تأجير الرحم إلى 25 ألف جنيه إسترليني وهو مبلغ طائل في الهند. وقد حازت القضية مؤخرا على اهتمام السلطات الهندية على أعلى مستوى بحسب الصحيفة، وأكثر ما يقلق السلطات اليوم أن حجم هذه الصناعة في الهند وصل إلى 1.5 مليار جنيه إسترليني ولم يتم وضع ضوابط لها بعد. وتنقل الصحيفة عن أطباء بريطانيين أن من بين البريطانيين الذي أصبحوا آباء بهذه الطريقة مصرفيين وموظفين كبارا ومديري شركات متعددة الجنسيات وحتى أطباء من هيئة الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا والمعروفة اختصارا NHS. وتتطلع الحكومة الهندية إلى فرض قيود على عمليات تأجير الرحم مثل منع النساء الصالحات طبيا للحمل من استخدام الرحم البديل، ومنع اختيار جنس الطفل بالإضافة إلى المطالبة بمنح جنسية الأم والأب فورا للطفل المولود، الأمر الذي يعجز عنه البريطانيون حيث يتطلب إصدار جنسية وجواز بريطاني لطفل من أبوين بريطانيين حوالي ستة أسابيع. ويقول كاتب التقرير ان طبيبا في إحدى العيادات الشهيرة في مجال تأجير الأرحام في الهند قبل أن يتحدث إلى الصحيفة عن ما وصفه بأنه «اتجاه مقلق بين الأزواج الذين يسعون للحصول على أطفال عن طريق الرحم البديل لأن المرأة غير راغبة بالتعرض لمتاعب الحمل». وعلق الطبيب آنوب غوبتا وهو طبيب في عيادة مسجلة رسميا بالقول «أولئك النسوة قادرات على الحمل والإنجاب بطريقة طبيعية، ولكنهن يأتين إلى عيادتنا لأسباب متعددة. لا أشجع مثل هؤلاء الناس لأنهن غير لائقات عقليا أو يعانين من لوثة. بإمكانهن الإنجاب، ولكن المرأة قلقة على مظهرها أو عملها. لقد مر علينا الكثير من هذه النماذج». ويكمل غوبتا «لا أحب هذا النوع من النساء الثريات (..) واللائي يردن الحصول على أطفال بهذه الطريقة».