أعلنت بلدية العاصمة الإسبانية مدريد عن توقيع غرامة مالية على بطل كأس ملك إسبانيا برشلونة ووصيفه أتليتك بلباو بقيمة "100" ألف يورو، وذلك تعويضا عن مصاريف ونفقات البلدية على هامش مباراة نهائي الكأس الذي استضافته مدريد وتحديدا على ملعب فينستي كالديرون معقل أتليتكو مدريد. وأشارت بلدية العاصمة إلى أنها وجهت خطابات رسمية إلى بلباو وطالبته بمبلغ " 94" ألف يورو، وكذلك برشلونة بمبلغ 40 ألف يورو، وذلك تعويضا عن الأضرار التي تسببت فيها جماهير الفريقين في منطقتين مختلفتين، أحدهما حديقة نهر مدريد على ضفاف نهر مانزاناريس. وقررت البلدية خصم الغرامات من الوديعة المالية للناديين، حيث كان بلباو قد دفع للبلدية 100 ألف يورو، في حين دفع برشلونة 50 ألفا. وعبرت الأوساط الإعلامية في برشلونة وبلباو عن استغرابها من تصرف البلدية، خصوصا وأن أنصار الناديين لم يتسببوا في أية أضرار بمنشآت مدينة مدريد، بل بالعكس تواجدهما أحدث نشاطا تجاريا فيها على صعيد الفنادق والمطاعم وغيرها من المرافق التجارية. وتأتي هذه الغرامة المالية استكمالا للأحداث المثيرة التي صاحبت انطلاق نهائي الكأس حيث تعالت الصراخات ودوت صافرات الاستهجان عندما بدأ عزف النشيد الوطني الإسباني لدرجة أنها غطت على النشيد الوطني الذي كاد لا يسمع تقريباً. وكان هذا الإجراء متوقعا من قبل جماهير برشلونة وبلباو في آن واحد، كون الفريقين يتبعان إقليم كاتالونيا، والباسك، اللذين يتطلعان للانفصال عن المملكة الإسبانية. وامتلأت مدرجات ملعب كالديرون بجماهير الفريقين اللذين رفعا أعلام إقليم كاتالونيا والباسك، مع العلم أن الأمن الإسباني حاول منع الجماهير من إدخالها، لكن الجماهير تمكنوا في النهاية من تحقيق مرادهم. وعقب انتهاء المباراة التي انتهت بتتويج برشلونة بلقبه السادس والعشرين في هذه المسابقة، انطلقت جماهير برشلونة صوب ميدان كاناليتاس وهو المكان المفضل والمخصص لريال مدريد من أجل الاحتفال بألقابه. وطغت أعلام برشلونة وكاتالونيا في الميدان، حيث تدافع الآلاف من جماهير برشلونة للميدان، في منظر رائع، لدرجة أن السياح المتواجدين به تفاجأوا من تلك الاحتفالات التي تمت وكأن الفريق الكاتالوني في معقله. وشهدت الأيام الأخيرة قبل نهائي الكأس، جدلا سياسيا بامتياز، خصوصا بعد تصريحات رئيسة بلدية مدريد التي طالبت بإقامة النهائي خارج مدريد بدون جمهور اذا قاموا بالاستهزاء من النشيد الوطني الإسباني، ليرد بعدها رئيس برشلونة ووسائل الإعلام المحسوبة عليه بعنف على ذلك الطلب، ليتدخل القصر الملكي الاسباني الذي طالب بعدم تسييس المباراة التي انتهت نظيفة بتتويج برشلونة.