٭ استطاع تحدي فقدان البصر بنور البصيرة، وسطع نجمه فى سماء الفن السوداني الى جانب نخبة من المبدعين المكفوفين: حنان النيل نبوية الملاك آمال النور وعوض احمودى، واستطاع الوصول لوجدان الناس عبر حنجرة تستحق الانتباه والاحتفاء، وهو عواد ماهر يعزف على اوتار هذه الآلة الشرقية ببراعة، ومن القلائل الذين ينتمون الى مدرسة الريشة الناعمة على العود، الى جانب محمد الامين وابو عركى محلياً ونصير شمة وعمار الشريعى عربياً، وهو إلى جانب كل هذا يعتبر مرجعاً، ويتمتع بذاكرة وثقافة فنية نادرة.. التقيناه وكانت هذه المقابلة التى خرجنا منها بهذه الافادات الجريئة. ٭ صورة مقربة: عاطف عبدا لحي محمد، ولد بحى ابو روف الامدرمانى العريق فى مطلع الستينيات، وتلقى تعليمه الابتدائي والاسط بمعهد النور لتعليم المكفوفين، ثم الثانوي في مدرسة الجيلي الثانوية ومحمد حسين الثانوية بام درمان. ٭ الصلات الطيبة: يرفض عاطف تسميته بالنجم، ويقول ان بدايته الفنية كانت عبر برنامج الراحل محجوب عبدالحفيظ «الصلات الطيبة»، وكان ذلك في عام 1986م، ثم شارك في برنامج عوض احمودي دعوة للأمل الى جانب حنان النيل آمال النور، وتوالت المشاركات في الاذاعة والتلفزيون. ٭ العزف على العود: وفي ما يخص ارتباطه بالعزف على العود يقول ان بدايته كانت في 1988م بمساعدة الاستاذ الصادق مصطفى الذي ساهم في تعليمه العزف على آلة العود، والتى اتقن العزف عليها خلال اسبوعين، ويضيف ان تعلم العزف على العود كلما كان مبكراً يكون ناجحاً. ٭ جلسة مع أبو عركى: وعن أولى خطواته الفنية يقول عاطف ان الصحافي ياسر عركي قام بتسجيل جلسة معه ونقلها للفنان ابو عركي الذى انبهر بصوته وعزفه، وقال له بالحرف الواحد: «إنت المقعدك في البيت شنو؟» فقدم نفسه للجمهور، وكان أن شارك في تكريم الدكتورة عفاف الصادق باتحاد الفنانين في عام 2002م والتقي عدداً من الفنانين منهم الراحل خليل اسماعيل. يبتسم عاطف وهو يروي قصته مع الراحل وردي ويقول: «كانت صحة وردي لا تحتمل الجلوس الطويل، وطلب منه أن يستمع له لمدة ساعة واحدة، لكن جلسة الاستماع استمرت حتى الصباح لفرط اعجابه بطريقتى فى الاداء، ثم غنينا سويا في تلك الجلسة، وشاركت ايضا في التكريم الذي نظمته جامعة الاحفاد له في 2002م، ولا بد ان اذكر واشكر صديقى الصحافى والاعلامى ياسر عركى الذى كان له الفضل فى تقديمى لوردى، وظل يقف معى دائماً فى مشوار الفن والحياة. ويقول عاطف: «التقيت بالراحل الفنان عثمان حسين في 2003م في مزرعة بسوبا خلال جلسة فنية اكثر من رائعة، ابدع خلالها ابو عفان لدرجة ان البعض اطلق على تلك المزرعة «ربيع الدنيا» واستمرت علاقتنا الى ان توفاه الله له الرحمة والمغفرة». اما عبد الكريم الكابلي فتربطه به علاقة اجتماعية ودائما ما كان يحضر في كل مناسباته الاسرية والخاصة، ويستمتع جداً عندما يردد أغنياته. ٭ البيت السوداني»: ويكشف عاطف عن ارتباطه بإذاعة البيت السوداني، ويقول عن ذلك انه ارتباط وجداني عبر برامج المنوعات التي تقدمها تلك المحطة المتميزة، ومنها «صباح البيوت» و «أغنيات من ذهب» وغيرها من برامج المحطة المتميزة. ٭ أعمال جديدة: وعن مشاركته القادمة من خلال الأجهزة الإعلامية يقول عاطف: «سوف اطل قريباً من خلال فيلم وثائقي بعنوان «وجوه منسية» سيعرض بقناة النيل الازرق، وهو فكرة الصحافية بجريدة «الأحداث» عبير عبد الله، الى جانب طرحى لمجموعة اغنيات خاصة عبر عدة منابر ثقافية وفنية». إفادات وشهادات على هامش الحوار: ٭ رئيس جمهورية الحب الشاعر الكبير اسحاق الحلنقي يقول فى محضر شهادته بحق الفنان عاطف عبد الحى، ان هذا المبدع استاذ للنجوم، ورغم انه كفيف إلا انه ذو بصيرة وموهبة مهولة، وهو من القلائل الذين ينظرون من خلال مشاعرهم. ٭ ويقول شرحبيل احمد ان عاطف لو كان في دولة اخرى لأصبح فناناً عظيماً وكبيراً في خارطة الفن العالمي، وهو صاحب مقدرات وموهبة فطرية وفنان بمعنى الكلمة. ٭ والراحل زيدان كان شديد الاعجاب بالفنان عاطف، وتنازل له عن احدى اغنياته، وقال عنه: «لقد تجاوز هذا الرجل محنة فقدان البصر وعوضه الله بالبصيرة» وكانت تجمع الاثنين علاقة فنية وإنسانية نادرة ظلت مستمرة حتى رحل العندليب.