على غير عادتها تستمر دور العرض في عرض أفلام موسم الصيف في شهر رمضان، على رغم انشغال الجمهور بالدراما التلفزيونية، ما أثار تساؤلات حول مدى الإقبال عليها، خصوصاً أن الآراء تميل في غالبيتها إلى تفوّق التلفزيون على السينما نظراً لاهتمام الجمهور بالشهر الفضيل. يشك المنتج جمال العدل بأن يترك الجمهور منزله خلال رمضان ويرتاد السينما لمشاهدة فيلم، معللاً ذلك بأن نجوم السينما أمثال يسرا وعادل إمام يراهم المشاهد في التلفزيون ومن دون أن يدفع ثمن تذكرة، إلى جانب النجوم الشباب مثل: غادة عادل، أحمد السقا وكريم عبد العزيز، ونجوم التلفزيون الكبار كيحيى الفخراني. يضيف العدل أن التلفزيون يقدّم أعمالاً متنوعة تتيح للمتابعين وجبة درامية كاملة، بالتالي ما الداعي ليتركها المشاهد ويدفع مقابلاً مادياً ويهدر وقته ليتابع فيلماً قد يكون ناجحاً أو فاشلاً؟ يملك العدل داراً للعرض السينمائي كانت أبوابها مفتوحة طوال العام حتى في رمضان، لكن بما أن العائد لم يغطِّ الكلفة المادية من ناحيتي الكهرباء والعمالة وغيرهما فقد قرر إغلاقها. يتمنى العدل نجاح الموسم السينمائي في رمضان وإن يتوقع العكس، لأن التلفزيون يزخر بالقصص، ما يجعل نجاح الموسم السينمائي مسألة بعيدة في الوقت الراهن. مجازفة غير مضمونة لا يتوقّع المنتج هاني جرجس نجاح الموسم السينمائي في شهر رمضان، مؤكداً أنه لن يحقق إقبالاً مرضياً وكافياً للمنتجين، لأن المشاهد يمضي ليله إما في الخيام الرمضانية أو أمام التلفزيون يشاهد مسلسلات وبرامج مع أسرته أو يتنزه مع أصدقائه، لذا الإقبال الذي قد تفوز به السينما سيكون في الصباح أي عندما يريد الجمهور تضييع وقت صيامه، وتلك فئة محدودة، لذا لم تعد لديه رغبة في المجازفة والعرض في هذا التوقيت. يصف فوزي هذا الموسم بالمختلف، معتبراً أنه قد يكون فرصة لنوعية متميزة من الأفلام، بخلاف مثيلاتها التجارية التي تعرض في الأعياد والمصايف ويعتمد نجاحها أو فشلها على رأي الجمهور المستهلك لهذه المنتجات الفنية. بدورها توضح الناقدة ماجدة موريس أن السينما لم تغلق أبوابها في رمضان في السنوات الماضية، بل أصحاب دور العرض هم الذين كانوا يعلّقون عليها لافتة «مغلق للإصلاحات» لانشغال الجمهور بمشاهدة مسلسلات أو حضور حفلات. تضيف موريس أن الجمهور السينمائي في رمضان يتكوّن من فئات ثلاث: الأقباط غير المقيدين بمواعيد إفطار أو سحور، فاليوم بالنسبة إليهم مفتوح على مدى 24 ساعة ولا يوجد فيه أي تغيير. تتابع: «عشاق الأفلام الأجنبية الذين لا يجدون في الأعمال العربية ما يشبع رغباتهم، والأشخاص الذين يفضلون التسوّق في المحلات الكبيرة ومشاهدة أفلام في صالات السينما الملحقة بها، هؤلاء يتابعون مسلسلهم المفضل من خلال تحميل حلقاته من مواقع الإنترنت ومشاهدتها في أوقات لاحقة، بعيداً عن الإعلانات المزعجة التي تفصلهم عن متابعة الأحداث»، لافتة إلى أن عهد الجمهور الذي يمضي وقته في مشاهدة التلفزيون قد ولى. وتتوقّع موريس أن يأتي الزخم الدرامي الذي يشهده التلفزيون في رمضان بنتائج عكسية على المشاهد ويبعده عن السينما أو المقاهي. جمهور متحرّك توضح الناقدة خيرية البشلاوي أن التنبؤ بنجاح موسم بعينه أو فشله مستحيل. قد يكون الفيلم جيداً ولكنه لم يجذب الجمهور، أو يكون موعد عرضه غير مناسب، لذا نصحت القيّمين على هذه التجربة بمراعاة مواعيد الصيام والإفطار لضمان أكبر إقبال جماهيري عليها. تضيف البشلاوي أن جمهور السينما الأساسي بين عمر 15 و30 سنة يرغب في مشاهدة الأفلام باستمرار، وهو غير مقيّد بالتلفزيون الذي له محبوه من الأشخاص الذين يقبعون في منازلهم، لذا تؤكد وجود جمهور لا تعلم حجمه بالضبط، لكنه سيرتاد السينما لمتابعة أحدث الأفلام. تشير البشلاوي إلى أنه من المنطقي توافر أفلام يستمر عرضها في رمضان، بعضها ستقلّ إيراداته نسبياً وبعضها سيحتفظ بجمهوره مثل «المصلحة» و{حلم عزيز»، لضمان فتح أبواب السينما حتى عرض أفلام موسم عيد الفطر، وفئة ثالثة سترفع من الشاشات مثل «جيم أوفر» و{حصل خير» و{غش الزوجية» لأنها لم تحقق نجاحاً في الأوقات العادية. تقول: «بالطبع لن يغامر الموزع بفيلم خاسر في رمضان، لأن تكاليف كثيرة تقع على عاتقه من بينها إيجار القاعة، لذلك سيستمر في العرض حتى تقول له مؤشرات شباك التذاكر قف». تذكّر البشلاوي أن تعدد القنوات الفضائية يؤدي دوراً في مساعدة الجمهور على مشاهدة المسلسلات في أوقات متنوعة في حال كان حريصاً على متابعتها. الجريدة