زول (أباطو والنجم ) أو قول مقطوع من شجرة ، لا عنده أسرة يصرف عليها ولا أي حاجة . عاوز ياكل ويشرب وينوم في الضواحي وطرف المداين . لو سكن في أوضة بي لمبة واحدة في الثورة الحارة ( ديشيليون ) حيدفع 250 جنيه في الشهر . وحيدفع قيمة كهرباء في حدها الأدني 30 جنيه . وحيدفع فاتورة موية تساوي 16 جنيه ، ونفايات بي 10 جنيه . حيشرب يومياً شاي سادة الصباح تحت ضل شجرة بي واحد جنيه وحيفطر بي فول غير مصلح بمبلغ 5 جنيه ، ويتغدي عصيدة بي ملاح مرقة بي 5 جنيه ويتعشي فول تاني بي 5 جنيه . وحيركب مواصلات ذهاباً وإياباً لمكان عمله بمبلغ لا يقل عن 3 جنيه في اليوم يعني في الشهر ( بدون السبت والجمعة ) حيصرف 66 جنيه . وحيشتري 3 صابونات حمام و3 غسيل في الشهر بمبلغ 9 جنيه . ضف علي ذلك ( صباع ) معجون صغير بي 2 جنيه . ومن العطارين حيشتري قرض ومحريب وسنة مكة لزوم التداوي بي 5 جنيه كل شهر ، طالما لا توجد طريقة للعيادات والصيدليات . أجمع واضرب واطرح حتلقي النتيجة 868 جنيه سوداني جديد . ولكنه لا يحصل إلا علي 300 جنيه ، ونقابة المصنع الذي يعمل به إنتهازية ، ومافي طريقة لزيادة المرتب أو الإضراب عن العمل . نصحه أحد الجيران بالإستعانة بالمال الخبيث ، ولما لم يفهم زاده إيضاحاً ، فأبي وقال له علي جثتي . دخل الجامع ، ووجد الإمام واقفاً عند محطة السلطان عبد الحميد والخلافة الإسلامية التي اندثرت . مر علي الدكان للإستدانة كعادته فوجد أن حسابه قد أغلق للأبد بسبب تراكم الديون . فتح الراديو ( وليس التلفزيون ) لسماع الأخبار ، فسمع المسؤول ( الكبير ) يتحدث عن الإستقرار الإقتصادي وانخفاض أسعار الدجاج . ولما طلب من المدير في اليوم التالي أن (يرفع) مرتبه أحيل للصالح العام ، ولما اشتكي قالوا له ( انت معارضة ولا شنو ؟ ) . ذهب إلي اللجنة الشعبية ، فحولوه للمعتمد ولما كان هذا الأخير في جولة سياحية تسمي ( نفرة ) ، تم تحويل شكواه إلي المجلس التشريعي للمحلية وكان في إجازة ، ثم سافر طلبه إلي دهاليز مكتب الوالي ومشروعات التمويل الأصغر ، وعرج علي ديوان الزكاة .. ولما رجع الطلب عن طريق القنوات الرسمية إلي لجنته الشعبية ( بعد عمر طويل ) كان ( المقطوع من شجرة ) في القصر الجمهوري يؤدي مراسم القسم مساعداً أو مستشاراً وفق ما نصت عليه إتفاقية الفششوية وراعيتها مدام ( بهوية ) . الميدان