يفتقدها جمهورها فى شهر رمضان خلال ساعات النهار، لكن من اجلهم ومن اجل ابنائها فهي تشرق فى المساء، وتحرص ان تكون معهم عقب الافطار مباشرة، وليس بمدهش ان تتناول وجبة افطار رمضان بين (الكانون و الهبابه) .. فهي تخرج للعمل مساء خلال شهر رمضان من اجل توفير لقمة عيش كريمة لابنائها , ولسعيها في توفير مبلغ يقيهم من سؤال الناس , فهي تعطيهم منه مصروفهم المدرسى .. ومنه يأكلون .. ويشربون .. ويستأجرون المنزل .. وتكاليف العلاج .. , ومن اجل زبائنها الذين يتحلقون حول كانونها الذى يمثل منتدى لتناول العديد من القضايا..! مشاهير (كتابة) وشعر: الشاعر محجوب شريف تناول كوب شاى وسط معجبيه مع حليوه وسط حفاوة معجبيه , وذات المكان هو مقصد الصحفيين من صحف مختلفة يحلو به مساءً ويتبادلون اطراف الحديث بين رشفات الشاى وروائح (الزلابيه)، والتجانى حاج موسى قال فى حديث سابق للسودانى انه ليس غريبا ان يتناول المبدع الشاى او القهوة فى المقاهى الشعبية ,او مع عامة الناس , بإعتبار أن المبدع هو لسان حال أمته وكلما اتيحت له فرصة الالتقاء بالجماهير إستلهم منهم مادة الكتابة. نعمل شنو: عائشة حسن قالت انها تعمل فى هذه المهنة منذ عقد من الزمان، من اجل ابنائها الذين تركهم لها زوجها بعد ان وافته المنيه قبل اثنى عشر عاما، وبعدها بعامين اتجهت الى بيع الشاى فى عدد من الامكنه حتى استقر بها الحال في السوق , فهى تأتى الى العمل فى الساعات الاولى من الصباح وتغادره عند السادسه مساء , الا ان الوضع يختلف في شهر رمضان، وميقات العمل يختلف كذلك، حيث يبدأ بعد السابعة وحتى الساعاة الحادية عشرة ليلاً , الا ان عائشة قالت: ربما يرى الكثيرون اننى اعمل لوقت متأخر لكن كل هذا من اجل ابنائى الذين لا حول لهم ولا قوة فى هذه الدنيا غيرى وانا لا اعرف مهنة اخرى لاننى لم انل اية شهادة تعليمية. سطوة (الشاي): شارع النيل الذى يضم عددا كبيرا من بائعات الشاى ربما يختلف حالهن عن الأخريات على الاقل انهن تعودن المجئ بعد العصر بحثاً عن الرزق, ذلك الشارع الذى اصبح قبلة للمثقفين والفنانين يحتسون الشاى بين القصائد وانغام الموسيقى ,ويتوقع الكثيرون ان يزداد عدد زواره فى شهر رمضان لان السودانيين فى رمضان لا تعرف عيونهم النوم الا بعد الساعات الاولى من الصباح، وهذه الساعات يقضيها عدد كبير منهم على شارع النيل , كما ان من يمارسون رياضة المشي يمكن ان (يقطعوا) الكبرى ويتوقفوا قليلاً لتناول الشاى او القهوة من بائعات الشاى هناك , بالاضافة الى ان كثيرا من الاسر تخرج لتناول الافطار فى شارع النيل ويكونوا بالقرب من بائعات الشاى , ويتوقع الكثيرون ان يزداد دخلهن فى شهر رمضان بفضل اجتهادهن.