التأتأة تشكل عبئاً اجتماعياً كبيراً على المصاب بها واليوم تظهر دراسةٌ صينية حديثة أن أسبوعاً واحداً من العلاج كفيل بالتقليل هذه الحالة بشكل ملحوظ. وتمنح هذه الدراسة، فهماً أفضل للدور الذي تلعبه المناطق المختلفة من الدماغ في الإصابة بالتأتأة، الحالة التي يعاني منها حوالي 1% من البالغين. وتضمنت الدراسة 28 شخصاً يعانون من التأتأة و13 آخرين لا يعانون منها، وتلقى 15 من المصابين بالتأتأة علاجاً على مدى أسبوع بمعدل ثلاث جلساتٍ في اليوم، ويعتمد مبدأ هذا العلاج على ترديد المشاركين لكلمات من مقطعين تُلفظ أمامهم ثم قراءتهم لكلمات يرونها دون أن تُلفظ لهم، ولم تكن هناك حدود معينة على الوقت الذي استغرقه التمرين في كل مرة. ووجد الباحثون أن معدل التأتأة ونسبتها في الكلام انخفضت لدى الأشخاص الذين خضعوا للعلاج مقارنة بالمصابين بالتأتأة الذين لم يخضعوا للعلاج. كما قام الباحثون بإجراء تصوير للدماغ لقياس سماكة القشر الدماغي لدى جميع المشاركين، كما قاموا باستخدام التقنيات الحديثة لقياس معدل التفاعلات بين مناطق الدماغ المختلفة عندما يكون بحالة الراحة. ووجد الباحثون أن سماكة القشر الدماغي وقوة التفاعلات بين الخلايا في منطقة الوصاد الجبهي وهي منطقة تقع في المنطقة الجبهية من الدماغ وتعتبر مسؤولة عن الكلام وإنتاج اللغة، كانت أقل منها لدى الذين يعانون من التأتأة مقارنة بالأشخاص الطبيعيين، في حين أن هذه التفاعلات كانت أكثر قوة في المخيخ لديهم. وبعد نهاية أسبوع العلاج وجد الباحثون أن قوة التفاعلات تراجعت في المخيخ لدى الذين يعانون من التأتأة وخضعوا للعلاج في حين لم يطرأ تغيير على منطقة الوصاد الجبهي. ويذكر الأستاذ تشان مينغ لو الباحث الرئيسي في هذه الدراسة من جامعة بكين في الصين "تظهر هذه الدراسة أن الدماغ يستطيع إعادة تنظيم نفسه عبر العلاج وأن التغييرات في المخيخ تنجم عن معاوضة الدماغ نتيجة الإصابة بالتأتأة" ويضيف "كما أنها تعطينا الأدلة على أن بنية الوصاد الجبهي في الدماغ تتغير لدى المصابين بالتأتأة". وتضيف الدكتورة كريستينا كيل من جامعة غوته في فرانكفورت والتي كتبت الافتتاحية المرافقة للدراسة "يجب أن تحفز هذه النتائج أخصائيي العلاج والباحثين على بذل المزيد من الجهود لمعرفة كيفية عمل العلاج لإعادة تنظيم الدماغ والتقليل من حالة التأتأة".(إيفارمانيوز)