وجد باحثون في جامعة اوكسفورد أن ذوي الأدمغة كبيرة الحجم يكون لديهم أصدقاء أكثر من الآخرين لأن الحفاظ على الصداقات يتطلب قوة ذهنية أكبر. خلصت دراسة أجراها باحثون الى أن على الأشخاص الذين لديهم أصدقاء حقيقيون أن يستخدموا مهارات معرفية أكثر لتفهم ما يفكر فيه الآخرون. ولكن هذا لا يسري على الصداقات التي تُقام عن طريق الانترنت مثل تلك التي تُعقد على مواقع التواصل الاجتماعي مثل فايسبوك وتويتر. واكتشف العلماء وجود علاقة بين عدد أصدقاء الشخص وحجم القشرة الجبهية الحجاجية وهي المنطقة التي تقع فوق العينين مباشرة من الدماغ. وأظهرت نتائج الدراسة للمرة الأولى ان حجم دماغ الشخص يحدد درجة اتقانه المهارات الاجتماعية. ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن رئيس فريق الباحثين البروفيسور روبن دنبار أن الدراسة وجدت أن الأشخاص الذين لديهم دائرة أوسع من الأصدقاء يكونون أكثر مهارة في أداء المهمات الذهنية ويكون حجم الكتلة العصبية أكبر في القشرة الأمامية الحجاجية لأدمغتهم. وأضاف دنبار ان فهم هذه العلاقة بين حجم دماغ الفرد وعدد أصدقائه يساعد في فهم الآليات التي أدت الى نشوء أدمغة أكبر لدى البشر بالمقارنة مع الأنواع المتقدمة الأخرى. وأشار البروفيسور دنبار الى ان الفص الجبهي من الدماغ بصفة خاصة اكتسب حجما كبيرا بصورة استثنائية في البشر خلال النصف مليون سنة الأخيرة. واضاف ان ما يتوفر من الوقت للتخالط الاجتماعي مقترنا بالجغرافية والشخصية والجنس كلها تؤثر في عدد الصداقات ولكننا نعرف ان بعض هذه العوامل على الأقل ، وخاصة الجنس ، ترتبط بالمهارات الذهنية أيضا. وقال البروفيسور دنبار ان الدراسة التي أجراها فريقه توصلت الى وجود علاقة بين قدرة الشخص على قراءة ما يفكر فيه الآخرون وسعة شبكته الاجتماعية من الأصدقاء. وأُجريت في اطار الدراسة اختبارات على 40 شخصا اخذ العلماء صورا تشريحية لأدمغتهم من اجل قياس حجم القشرة الجبهية المتخصصة بالتفكير المتقدم. وكان جميع افراد العينة من طلاب الدراسات العليا بأعمار متقاربة وفرص متماثلة في مجال التخالط الاجتماعي.
