ميونيخ د ب أ:يتوقع أطباء القلب تزايدا واضحا خلال العقود المقبلة في أعداد المصابين بأمراض قلبية. ومشيرا لذلك قالت ايلين هوفمان، أستاذة طب القلب في مستشفى ميونيخ بوجنهاوزن، إن الشيخوخة تنتشر في أوساط الشعب الألماني وإن خطر الإصابة بأمراض القلب يزداد مع تقدم العمر. وقالت هوفمان إن مرض الرجفان الأذيني الذي تبلغ نسبة الإصابة به بين الألمان 1 إلى 2' أصبح بالفعل مرضا شعبيا. وتنظم الجمعية الأوروبية للقلب 'إي اس سي' مؤتمرا علميا في الفترة من الخامس والعشرين وحتى التاسع والعشرين من آب/أغسطس الجاري في ميونيخ ينتظر أن يشارك فيه نحو 30 ألف متخصص من 150 دولة. وأوضحت هوفمان أن خطر الإصابة بالرجفان الأذيني يرتفع من أقل من نصف بالمئة لدى الأشخاص في سن 40 إلى 50 عاما ليتراوح بين 5 إلى 15' لدى الأشخاص في سن 80 عاما وأن هناك عوامل أخرى إلى جانب السن تلعب دورا في الإصابة بهذا المرض مثل ضغط الدم ومرض القلب التاجي. وشددت هوفمان على عدم وجود علاقة بين الرجفان الأذيني والموت المفاجئ بالقلب جراء اضطرابات في إيقاع القلب في منطقة البطين وأن الرجفان لا يمثل بذاته خطرا على الحياة 'ولكن المرضى كثيرا ما يعانون من متاعب صحية بسبب الخفقان المفاجئ للقلب.. وهذه هي أشد المضاعفات التي يخشى منها على هؤلاء المرضى وهو ما يجعل هذا الأمر مهما لأن نحو 30' من جميع حالات السكتة الدماغية سببه عدم انتظام ضربات القلب جراء''الرجفان الأذيني'. وأشارت الخبيرة الألمانية إلى أن الأطباء يحاولون منذ نحو 50 عاما مواجهة هذا المرض من خلال أدوية مضادة للتخثر تحتوي على المادة الفعالة فينبروكومون والمعروفة باسم ماركومار ولكن ذلك يحتاج إلى ضبط بالغ الدقة ومتابعة مستمرة للمريض. وطور الأطباء الآن مادتين جديديتين مضادتين للتخثر لا تحتاجان إلى هذه المتابعة المنتظمة ولكن استخدامهما يرتبط بمعايير محددة تماما. وهناك مواد أخرى مخففة للدم قيد الترخيص. أما مرض الرجفان الأذيني نفسه فصعب المعالجة حتى اليوم حيث لا يستجيب للدواء سوى نصف المرضى على الأكثر كما أن فعالية هذا الدواء تتراجع مع مرور السنوات مع تزايد المضاعفات الجانبية لها وهو ما يجعل الأطباء يلجأون أكثر لعلاج مرضاهم بالقسطرة التي يتم من خلالها عمل ندبات متعمدة في القلب من خلال تيار الترددات الراديوية أو من خلال التجميد باستخدام بالونة يتم وضعها في الوريد وذلك لمنع وصول نبض خاطئ للقلب