واشنطن- يحقق الرئيس الاميركي باراك اوباما تقدما على منافسه الجمهوري ميت رومني في السباق على الرئاسة وسط جهوده للقيام بحملة اعادة انتخابه وادارة الازمة المحتدمة في الشرق الاوسط. ويبدو ان اوباما يحرز انتعاشا قويا بعد مؤتمر الحزب الديموقراطي الذي جرى قبل اسبوعين، فيما يبذل خصمه رومني كل جهده لتوجيه ضربات له. وسجل اوباما تقدما صغيرا ولكن اكيدا في معظم استطلاعات الراي التي تجري في البلاد على الانتخابات التي ستجري في السادس من تشرين الثاني/نوفمبر. والاهم من ذلك انه يبدو ان موقفه قوي في الولايات المتارجحة التي ستقرر ان كان سيفوز بولاية ثانية. ورغم استفادة اوباما من موقعه في الرئاسة بما في ذلك قدرته على الظهور كرجل دوله، الا انه قد يتضرر من وجوده في ذلك الموقع اذا ما اسفرت الاحتجاجات المعادية للولايات المتحدة في العالم الاسلامي عن حادث دموي اخر. وحتى الان يبدو ان اوباما تمكن من تجنب الوقوع في اخطاء بعد مقتل اربعة اميركيين في ليبيا من بينهم السفير كريس ستيفنز، والتي كان من الممكن ان تضر تفوقه في مجال الامن القومي على رومني. وتفوق اوباما بعشر نقاط مئوية على منافسه عند سؤال الناخبين قبل الازمة بمن يثقون اكثر من ناحية توجيه السياسة الخارجية، بحسب استطلاع لشبكة سي بي اس وصحيفة نيويورك تايمز. ويفضل فريق اوباما الانتخابي خوض معركة الانتخابات على قضية الامن القومي بدلا من مسالة الاقتصاد. ولكن اوباما لا يمكنه بعد تنفس الصعداء اذ انه لا يزال يواجه صعوبات سببها تعرض الاميركيين ومن بينهم دبلوماسيون وعناصر المارينز الذين يحمونهم، للخطر في العالم العربي. يقول ميشيل دون مدير مركز رفيق الحريري للشرق الاوسط في المجلس الاطلسي "اذا تزايدت (هذه الاحتجاجات) واستمرت ورأينا الناس يهاجمون المصالح الاميركية، فان ذلك سيسلط الاضواء على السياسة الخارجية في اجندة الانتخابات". الا ان دون اضاف انه حتى لو استمرت الاضطرابات في شمال افريقيا وغيره من المناطق، فمن غير المرجح ان تطغى على مسالة الاقتصاد التي تعتبر المهيمنة على اجندة الانتخابات. وفي الايام الاخيرة تعين على اوباما مرارا ان يعالج التهديدات على المصالح الاميركية في اليمن والسودان ومصر وليبيا وغيرها من الدول، وفي الوقت ذاته اضطر الى الانتباه الى حملته الانتخابية. والجمعة استقبل اوباما جثامين الاميركيين الذين قتلوا في ليبيا، وبعد ذلك عاد الى البيت الابيض لعقد لقاءات مع فريقه الانتخابي وحضور حدث كبير لجمع التبرعات لحملته الانتخابية. ورتب اوباما رحلات الى الولايتين المتارجحتين نيفادا وكولورادو، وزيارات لاهايو وفلوريدا وويسكنسون وفرجينيا. وقبل ثمانية اسابيع من الانتخابات، وثلاثة اسابيع من اول مناظرة رئاسية من ثلاثة مع رومني، يبدو اوباما في موقع جيد. وفي استطلاع اجراه معهد غالوب السبت، حصل اوباما على 49 بالمئة من الاصوات مقابل 45 بالمئة لرومني، وفي استطلاع ريال كلير بوليتكس تفوق بثلاث نقاط مئوية على منافسه الجمهوري. وفي استطلاع اجرته صحيفة وول ستريت جورنال وشبكة ان بي سي وماريست كوليدج، تفوق اوباما على رومني حيث حصل على 49 بالمئة مقابل 44 بالمئة لرومني في فلوريدا، و50بالمئة مقابل 43 بالمئة في اوهايو، و49 بالمئة مقابل 44 بالمئة في فيرجينيا. -